فكرة العهد بالصهيونية


كتب: منة الله عامر.
      يتميز الفكر اليهودى العقدى بمجموعة من الأفكار الخاصة به وتُعتبر أساس الديانة والفكر اليهودى وهى "الخلاص والإختيار والعهد"، فكرة العهد حيث تُعد من الأفكار الأساسية لديهم فيدور فِكرهم حول العهود التى قطعها الإله على نفسه وهى عهود متكررة على مر التاريخ المقدس الذى يحل فيه الإله ويوجهه حسب الرؤية الدينية اليهودية. 

"الأرض المَوعودة"  
       وَعد الرب بَنى إسرائيل بأن يعطى لهم الأرض وتلك الأرض ممتدة من وادى العريش حتى نهر الفُرات فى أرض الرافدين كما ورد فى سفر التكوين " فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ"، سفر التكوين (15:18 ).
كان فى بداية الأمر عهداً مع الأفراد وليس عهداً مع جماعة بنى إسرائيل بالكامل فكان عهداً مع إبراهيم بأن يصطفيه دون العالمين وأن يورث نسله أرض كنعان (فلسطين) ثم تم تأكيد العهد لإسحاق ويعقوب وهناك الكثير من العهود فى العهد القديم كعهد " يهوه " إلى النوح بأنه لن يرسل طوفاناً أخر، كما قطع عهداً يمنح فيه الكهانة لبيت هارون، أما داود ونسله فمنحهم المملكة، وكان من المُعتاد أن يكون لكل عهد علامة على بداية سريانه، فعلامة الميثاق أو العهد مع نوح كانت " قوس قزح "، وعلامة الميثاق مع إبراهيم كانت " الختان".
        مع مرور الوقت بدء مفهوم العهد يتغير حيث أصبح عهدًا لجماعة بنى إسرائيل وذلك فى منتصف القرن الثامن ق.م، ووصلت الفكرة إلى مرحلة النضج مع نهاية القرن السابع ق.م فى سفر التثنية( السفر الخامس من أسفار موسى الخمس ). سنلاحظ فى سفر التثنية تأكيد المُحرر التثنوى على الوعد بملكية الأرض كما ورد " اُنْظُرْ قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكُمُ الأَرْضَ ادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ. " سفر التثنية ( 8:1 )
ونلاحظ أيضاً " اَلرَّبُّ إِلهُنَا قَطَعَ مَعَنَا عَهْدًا فِي حُورِيبَ لَيْسَ مَعَ آبَائِنَا قَطَعَ الرَّبُّ هذَا الْعَهْدَ، بَلْ مَعَنَا نَحْنُ الَّذِينَ هُنَا الْيَوْمَ جَمِيعُنَا أَحْيَاءٌ." سفر التثنية (  3-2:5 ). 

"مفهوم العهد فى العهد القديم"
     واستمر مُحرر العهد القديم فى التأكيد على العهد الذى قطعه الرب لهم، ولكن العهد فى التوراة مشروط آى أن على أفراد جماعة بنى إسرائيل أن يتبعوا أوامر الرب لكى يحقق لهم هذا العهد، وبعد ذلك تغير هذا العهد من عهد مشروط لعهد غير مشروط أى أن بالرغم من عصيان بنى إسرائيل للرب إلا أن هذا العهد سيظل قائماً وسيظل الرب بجوارهم مهما أجرموا، حيث أكد النبى حزقيال على أن العهد أبدى.
     ومن هنا إستطاع رجال الصهيونية أن يستغلوا تلك الفكرة ويجعلوها أساس هدفهم للإستيلاء على أرض فلسطين، الأرض التى تفيض لبناَ وعسلاً " الأرض الموعودة " كما يَدعون، وفكرة العهد كغيرها من الأفكار التى قامت الصهيونية عليها لكى يعطوا لأنفسهم الحق فى الإستيلاء على أرض ليست مِنْ حقهم.


تعليقات

المشاركات الشائعة