دين الإنسان א

 

كتب: منة الله عامر

      توقفت عن الكتابة منذ فترة، وعند ذهابي وإيابي من العمل، لم يكن هناك وقت كافٍ للتفكير في موضوع جديد ومختلف عما يكتبه الجميع وعما أعتدته أنا على كتابته، وعند تجلي هذه الفكرة بعقلي، قلتُ لنفسي لابد لي من تخصيص الوقت لأعكف على كتابة هذا المقال، صادف ذاك يوم، رجلًا يخرج من كنيسته ورجلًا آخر يُمسك بيده سجادة للصلاة وفي طريقه لصلاة الجمعة، وفكرت مليًا، ما الذي يجعل الجميع يؤمن بشئ ما، لا يراه عادة، ما الذي جاء في بال الشعوب الأولى لتصنع حجر ما وتعبده، ولماذا هى في حاجة لعبادة شيئًا ما؟! ولماذا غيرهم من البشر لا يؤمنون بشئ!؟ ومن هنا بدأت رحلة البحث التي جعلتني أتوقف عن كتابة أي شئ، والتركيز في هذا البحث فقط، ربما بحثَ فيه الكثير من قبلي، ولكن المتعة أن أخوض بنفسي هذه الرحلة، وكعادة كل مرة أصحبكم معي اليوم، لتخوض برفقتي عزيزي القارئ هذه الرحلة، سنبدأ بالجزء الممل للأسف!؛ لأن من المهم أن تعرف عنه أولًا، ألا وهو "معنى كلمة الدين في اللغة والاصطلاح"، ثم معنى الدين في العلوم الإنسانية الأخرى، بعد ذلك سنذهب إلى سؤال "لماذا الحاجة إلى عبادة شيئًا ما؟"، وأخيرًا "فكرة الدين عند الشعوب المختلفة"، "ولماذا يُلحد البعض!؛ ولذلك سينشر هذا المقال على عدة أجزاء، ولابد أن أخبركم أن اسم المقال مُقتبس من اسم كتاب "دين الإنسان" للبروفسور فراس السواح، وقد كان أحد أهم الكتب التي رجعت لها؛ لكي أُتم هذه المقالات.

  فهيا بنا نبدأ الرحلة اليوم ونعرف في هذا المقال، ما معنى الدين في اللغة والاصطلاح في اللغات المختلفة.... هيا بنا..

 


معنى الدين في الُلغة:

أولًا: الُلغات الأوروبية:

تستعمل اللغات الأوربية المصطلح

Religion

للدلالة على الدين، مع اختلاف في طريقة النطق طبقًا لخصائص كل لغة من اللغات. اختلف الباحثون على الدلالة اللفظية الأصلية التي اشتقت منها كلمة 

Religion

بينما ذهب كل من لاكتانس، وأوغسطين وسرفيوس من القدماء، ومن المحدثين جيبو بأن المصطلح مشتق من الفعل اللاتيني

Religare

الذي يقصد به الربط تجاه الدراسات أو الربط بين البشر والإله أو الآلهة، وقد أخذ بالتفسير الأخير الباحث دي لاجراسري مشيرًا إلى الدين؛ بإنه هو ارتباط جماعة إنسانية بإله أو آلهة، بمعنى أن كل دين من الأديان يجمع بين معتنقي الدين الأحياء منهم والأموات، وبين إلههم- آلهتهم في مجتمع واحد.

في مقابل هذا الفريق نجد فريق آخر يرى أن الكلمة مشتقة من الفعل اللاتيني

Religere

بمعنى العبادة المصحوبة بالرهبة والخشية والاحترام، وفي مقدمة الباحثين المؤيدين لهذا الرأي كل من جيفونز وروجيه باستيد، ويقترب من هذا المعنى رأى ج.لاشييه الذي يرى أن الكلمة اللاتينية

Religere

تعنى الاحساس المصحوب بخوف وتأنيب ضمير بواجب ما تجاه الآلهة.

وإن اختلاف الباحثين حول الأصل اللغوي الذي اشتقت منه الكلمة

Religion

واختلافهم حول الدلالة اللغوية يؤكد صعوبة التواصل إلى معنى لغوي ينطبق على جميع الأديان، فأصحاب الرأي الأول استنتجوا أن المدلول اللغوي للفعل

"religare”

أنه يقتصر على الأديان الطبيعية أى تلك الأديان التي تعتبر الآلهة كائنات حية، وأن هذه الآلهة ترتبط ارتباطًا قوميًا دمويًا على نحو ما تصوره الأديان في بيئة الشرق الأدنى القديم، وكذلك الأديان اليونانية والرومانية، كما تعكسها أساطير تلك البيئات، وبالتالي يخرج هذا التعريف الأديان الفلسفية مثل: الهندوسية والجينية والبوذية، والأديان ذات الطابع الميتافيزيقي مثل: الإسلام واليهودية في صورتها المتأخرة.

أما ما يؤخذ على المدلول اللغوي الذي يرى أن كلمة

Religere

فمن الملاحظ أن كل الأديان لا تشمل على عبادات فالعبادات المصحوبة بالرهبة والخشية موجودة فيما يعرف بالأديان السماوية، غير أن بعض الأديان تقوم على طقوس أو ممارسات بدنية، كما أن الدراسات الأنثروبولوجية تقدم أمثلة من مواقف العُبَّاد من آلهتهم على نحو ينطوي على تجرد معتنقي بعض الأديان من الخشية والرهبة تجاه الإله- الآلهة، خاصة إذا ما مروا بمحنة أو بتجربة إجتماعية فاشلة.

الأصل الاشتقاقي لكلمة دين في اللغة العربية:

حاول بعض المستشرقين الادعاء بأن كلمة دين كلمة معربة وأنها مشتقة من الكلمة الفارسية "دَيْنَا"، يعود السبب في ذلك إلى الاعتقاد بأن كلمة דת في اللغة العبرية مأخوذة من الفارسية

Da^te

ويرجح أن الكلمة العبرية مأخوذة فعلًا من اللغة الفارسية؛ حيث لم ترد كلمة דת في العهد القديم إلا في الأسفار المتأخرة والتي تعود إلى العصر الفارسي وما بعده. فكلمة דת العبرية وردت في ثلاثة أسفار فقط هى: أسفار أستير، ودانيال، وعزرا. وقد استخدمت في اللغة العبرية للدلالة على قوانين الملكية أو أوامر الملك، والتعديلات التي تطرأ على شئ ما كما في أستير (2: 12)، " وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ"، "וּבְהַגִּיעַ תֹּר נַעֲרָה וְנַעֲרָה לָבוֹא אֶל-הַמֶּלֶךְ אֲחַשְׁוֵרוֹשׁ, מִקֵּץ הֱיוֹת לָהּ כְּדָת הַנָּשִׁים שְׁנֵים עָשָׂר חֹדֶשׁ--כִּי כֵּן יִמְלְאוּ, יְמֵי מְרוּקֵיהֶ".

وفي بعض المواضع وردت الكلمة דת مقترنة بالاسم דין أي السنة والقضاء، كمافي سفر أستير (1: 13)،" וַיֹּאמֶר הַמֶּלֶךְ, לַחֲכָמִים יֹדְעֵי הָעִתִּים:  כִּי-כֵן, דְּבַר הַמֶּלֶךְ, לִפְנֵי, כָּל-יֹדְעֵי דָּת וָדִין"، " وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ".

وفي سفر عزرا(7: 21) فقد وردت الكلمة דת لتصف اللقب الرسمي لعزرا،" וּמִנִּי אֲנָה אַרְתַּחְשַׁסְתְּא מַלְכָּא, שִׂים טְעֵם--לְכֹל גִּזַּבְרַיָּא, דִּי בַּעֲבַר נַהֲרָה:  דִּי כָל-דִּי יִשְׁאֲלֶנְכוֹן עֶזְרָא כָהֲנָא סָפַר דָּתָא, דִּי-אֱלָהּ שְׁמַיָּא--אָסְפַּרְנָא, יִתְעֲבִד"، " وَمِنِّي أَنَا أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ صَدَرَ أَمْرٌ إِلَى كُلِّ الْخَزَنَةِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ أَنَّ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنْكُمْ عَزْرَا الْكَاهِنُ كَاتِبُ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ فَلْيُعْمَلْ بِسُرْعَةٍ"، وطبقًا لرأي شيردر فإن تفسير ذلك مُسجل (أ كاتب قوانين إله السماء) القانون لإله السماء.

أما ف دانيال (6: 6)،" אֱדַיִן גֻּבְרַיָּא אִלֵּךְ, אָמְרִין, דִּי לָא נְהַשְׁכַּח לְדָנִיֵּאל דְּנָה, כָּל-עִלָּה; לָהֵן, הַשְׁכַּחְנָא עֲלוֹהִי בְּדָת אֱלָהֵהּ"، " فَقَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ: «لاَ نَجِدُ عَلَى دَانِيآلَ هذَا عِلَّةً إِلاَّ أَنْ نَجِدَهَا مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلهِهِ".

هى أول إشارة في العهد القديم وربما في كل الأدب الربي، التي استخدمت فيها كلمة דת لتعبر عما هو مستخدم لهذه الكلمة حاليًا.

وإذا كان هناك اتفاق على أن الكلمة العبرية דת مأخوذة من اللغة الفارسية، فإن الأمر لا يمكن قبوله بالنسبة للغة العربية فقد وردت الكلمة في الشعر الجاهلي كما في بيت الشعر المنسوب لأمية بن الصلت:

"كل دين يوم القيامة عند الله... إلا دين الحنيفة دور".


التعريف اللغوي للدين في اللغة العربية:

 عندما رجعنا إلى المعاجم العربية لنتعرف على معنى الدين، وجدنا أن الكلمة لها عدة معانٍ، ويعتبر التعريف اللغوي الذي قدمه الرازي في مختار الصحاح من أهم التعاريف التي تجمع كل ماتدل عليه كلمة دين فيقول "الدِين" بالكسر: تعنى العادة والشأن، ودانه يدينه داينًا بالكسر أي أذله واستعبده، فدان ... والدين أيضًا الجزاء والمكافأة، يقال: دان يدينه دانيًا أي جازاه، يقال: كما تدين تُدان أي كما تجازي تجازي بفعلك، وقول الله تعالى:"أَإِنَّا لَمَدِينُونَ" أي لمجزيون محاسبون، ومنه الديان في صفة الله تعالى والمدين العبد والمدينة الأمة، كأنهما أذلهما العمل، ودانه ملكه، والدين أيضًا الطاعة..." مختار الصحاح، الرازي.

ومن تفسير مختار الصحاح، يُمكننا أن نحدد معنى الدين:

1-العادة والشأن: ويدل على هذا المعنى قول العرب، "مازال ذلك ديني وديدني" أي عادتى وشأني، ويفسر ذلك قول النبي، "الكيس من دان  نفسه بالعمل والطاعة".

2-الذل والاستبعاد: ومثال ذلك دانه يدينه أي أذله وأخضعه، ومعنى ذلك أن الدين بهذا المعنى يدل على نوع من إخضاع أتباعه لنظام وقواعد محددة، والتحكم في سلكوهم.

3-الجزاء والمكأفاة: ومثال ذلك قوله تعالى: "أَإِنَّا لَمَدِينُونَ"، أي مجزيون محاسبون، وفي حديث "كما تدين تدان" أي كما تفعل يُفعل بك. ويرتبط بمعنى الجزاء والمكافأة أيضًا معنى الحساب، ومن ذلك قوله تعالى "مالك يوم الدين"، "وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين"، وقوله صل الله عليه وسلم "الكيسمن دان نفسه.." أي حاسب نفسه.

4-الملك والسياسة: فالعرب تقول دنته أي سسته وملكته، ولذلك يقول الرازي، والمدين العبد والمدينة الأمة أى أن معنى الدين هنا يدور حول معنى الملك والتصرف بما هو من شأن الملوك من السياسة والتدبير.

علاوة على ذلك فقد وردت كلمة الدين بمعان ومدلولات أخرى منها: القضاء، والإكراه، والإحسان، الورع، العز، ومن أبرز المعاني التي تدل على كلمة الدين أنها تطلق على الإسلام والتوحيد وذلك فيقوله تعالى:"أفغير دين الله يبغون" يعنى الإسلام.

     يأخذنا دكتور أحمد هويدي في بحثه الشيق عن معنى الدين في اللغة، ويسأل سؤال مهم، هل يعنى تعدد معاني الكلمة بإن ثمة وجود اختلافات ظاهرية، أو أن هناك صلة تامة في جوهر المعنى، خاصة أن الكلمة تحمل المعنى وضده، مثل: العز -الذل، العادة – العبادة، الطاعة -المعصية، ويجيب على هذا التساؤل دكتور دراز؛ حيث أنه يرد أن الكلمة المراد شرحها ليست واحدة بل ثلاث كلمات؛ فهى أما متعدية بنفسها فنقول "دانه يدينه دينًا"ـ فتكون بمعنى حكمه وساسه، وملكه وقهره، وحاسبه، وإما تكون الكلمة متعدية باللام أو الياء، فعندما تكون متعدية باللام أي دانه، فدان له فيكون المعنى هنا الطاعة والانقياد، ونلاحظ في هذا الاستعمال الانقياد والخضوع من المفعول إلى الفاعل، وعندما تكون متعدية بالباء أي دان بالشئ، فيكون المعنى هنا أن الفاعل اتخذ ذلك الشئ مذهبًا وعقيدة ومنهجًا ودستورًأ، والدين في هذه الحالة يكون المذهب والطريقة التي يسير عليها المرء نظريًا، وعمليًا.

وهناك الكثير والكثير من المعاني والتفسيرات، ولكن لا يسع المقال لها جميعًا.

الدين اصطلاحًا عند العلماء المسلمين:

     قبل أن نشير إلى التعريفات الاصطلاحية للدين، سنشير سريعًا إلى الفرق بين الدين والملة والنحلة[1]، ولكن في الهامش؛ لي لا يكون هناك أي حشو زائد على القارئ، فأنا أعلم إنك قارئ ملول وأنا أيضًا كاتبة ملولة لدرجة لا تتخيلها عزيزي القارئ؛ لذلك سأختصر عليك هذا كله في الهامش.

انقسم علماء المسلمين إلى قسمين:

القسم الأول ارتبط بماوردنا في معنى الدين في اللغة، وأضافوا إليه، كل المقصود بالدين في الاصطلاح الإسلامي، كلما يرتبط بالأنبياء جميعًا؛ لأن الإسلام هو دين جميع الأنبياء سواء أكان يرتبط بتوحيد الإلوهية والإقرار بوحدانية الله؛ لأنه المتفرد بالخلق والمنفرد بالعبادة فلا يعبد معه أحد، أم التسليم، والاستسلام لله وحده وعبادته بما شرع بوحيه أو على لسان أنبيائه من العقائد والأحكام والآداب، وكل شؤون الحياة. وبناءً على ذلك فإن الدين عام وهو دين جميع الأنبياء فالأصول واحدة، وأماالشرائع فهى مختلفة "لكل منكم شرعة ومنهاجا.

أما القسم الثاني، يتمثل في التعريفات التي قدمها بعض علماء المسلمين للدين في الاصطلاح العام، فجاء في كشاف الفنون للتهانوي أن الدين"وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال والفلاح في المال"، وعرفه الجرجاني:"الدين وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول -صل الله عليه وسلم-، ولكن التعريف الأول نتحفظ عليه؛ حيث أنه يخرج بقية الأديان الغير سماوية من كونها دينًا، أما التعريف الثاني فقد اقتصر فقط على ماجاء به سيدنامحمد، وهو أيضًا تعريف لنا تحفظ عليه.

   وهناك تعريف أخر أكثر منطقية، وهو التعريف الوارد في الموسوعة الميسرة للأديان، "الدين هو جملة من المبادئ التي تدين بها أمة من الأمم اعتقادًا وعملًا"، ويعد هذا من أفضل التعريفات، التي قُدمت عن الدين.

وبهذا ستتوقف رحلتنا هنا، على وعد بتكملتها وستصبح الرحلة أكثر متعة، إذا إننا سنتناول في المقال القادم، تعريف علماء الغرب للدين، وسيتضمن خمس تعريفات مختلفة ولكن هذا في المقال القادم بإذن الله.

   وأرجو من الله أن أكون قد أضفت لكم، معلومة جديد اليوم، "فمَنْ قَضَى يومه في غير فرض أداه، أو علم اكتسبه، أو مجد حصله، فقد عق يومه وظلم نفسه" -علي بن أبي طالب-، فلكم مني المزيد من الدعوات بالعلم والمعرفة.  



[1] الملة في الاصطلاح: يقول أحمد بن المرتضي (840 هجريًا)، مايدين به المكلف وينسب إلى النبي وكتاب، فالشرك ليس بملة اصطلاحية إذا ليس بمستند إلى نبي وكتاب، أما النِحل فهى نحلة، والنحلة في اللغة العطية، يقال: نحله كذا إذا أعطاه وهو في هذا الموضع مستعار بأن جعل وصفًا لمن يدعى أنه على دين وليس من اهل ذلك الدين، يقال: فلان ينتحل دين الإسلام وليس المسلمين، ويقصد من هذا ان النحل تدلعلى الكذب والادعاء والانتحال الذي ليس له أساس صحيح، أما كلمة الأهواء فهى جمع كلمة هوى، وهم الذين ليس لهم دين منزل أو شريعة منزلة من الفلاسفة وعبدة الكواكب والأوثان، وسموا بذلك؛ لأنهم رفضوا الوحي واتبعوا أهوائهم.

أما إذا حولنا أن نبحث عن العلاقة بين الدين والملة، ففي المعاجم اللغوية نلاحظ ترادفًا بينهما، فالملة هى الدين، والدين هو الملة، ورغمذلك يوجد اختلافات:

1-أن الملة تضاف فقط إلى النبي الذي تستند إليه اللة "ملة إبراهيم حنيفًا" ومن اتبع ملة إبراهيم، أما الدين فينسب إلى الله.

2-أن الملة تطلق على الشريعة، أى جملة الشرائع ككلولا تطلق على الجزيئات، أما الدين فيشمل الشريعة والعبادات والعقائد.

3-يقصد بالملة الأديان المنزلة، أى الأديان الموحي بها فقط، أما الأديان غير المنزلة فلا تدخل في نطاق الملة.

  


تعليقات

المشاركات الشائعة