الصلاة في اليهودية

 كتب: منة الله عامر


في البداية الأمر وضعت الصلاة في أعقاب خراب الهيكل (586 ق.م) بعد الغزو البابلى لمملكة يهوذا، حيث توقف تقديم القرابين فى ذلك الوقت.

     الصلاة في اليهودية هي تعبير عن العلاقة بين الإنسان والرب، بالشكر والتوسل وطلب الصفح والمغفرة، ويعبر العهد القديم عن الصلاة ومناجاة الرب ومخاطبة الإنسان لربه بعدة ألفاظ: دعا باسم الرب، أوعبر بصوت يدل على 

الفرح أو الحزن، أو طلب من وجه الرب، أو سأل، أو توسل أو استعطف أو تحدث..



     تقوم الصلاة على إمكانية خلق الصلة بين الإنسان والرب سواء بشكل فردى أو بشكل جماعي، فالرب يستمع إلى الدعوات ويستجيب لها، وكانت الصلوات الفردية تتلى حسب الظروف والاحتياجات الشخصية، وما يتعرض له الفرد من مسرات أو كُربات، ولم يكن لها علاقة بالطقوس والمواسم والأعياد.

      ولكن أصبحت الصلوات جزءً من العبادة الأساسية، مع تطور المعابد كبديل للهيكل، تحولت الصلاة إلى عمل ثابت يؤدى في أوقات معينة، وحددت له نصوص تقرأ في الأيام العادية، أو أيام السبت، أو الأعياد المختلفة، ويبدو أن عدد الصلوات في اليوم والليلة ثلاث، وهو ما يفهم مما جاء في سفر دانيال، فنقرأ: فلما بلغ دانيال أمر توقيع الوثيقة مضى إلى بيته وصعد إلى عُليته ذات الكوى المفتوحة بإتجاه أورشاليم، وجثا على ركبتيه ثلاث مرات فى اليوم وصلى وحمد إلهه كمألوف عادته من قبل)  أو اثنتان، كما ورد في سفر أخبار الأيام الأول (الحمد للرب وتسبيحه بكرة وعشية).

    والصلاة فريضة واجبة على الرجال والنساء، أما عن اتجاه الصلاة فكانت ناحية الهيكل في أورشليم، وناحية أورشليم إذا كانوا بعيدًا عنها.

     والصلاة أما أن تكون في جماعة في المعبد، وعدد المصلين لابد أن يكون عشرة رجال، وأقل من ذلك تكون الصلاة فردية، وتصلي النساء في الدور العلوي من المعبد.

      عند الصلاة فلابد أن يكون اليهودى مُتطهرًا ولا يبدأ الصلاة إلى بعد غسل اليدين، ولابد أن يُغطى رأسه ويضع شال صغير على كِتفيه، وشال كبير إذا كان يُصلى فى جماعة فى المعبد، ويكون الشال أبيض مستطيلًا أو مربعًا ويسمى "الطاليت" وفى زواياه "الصيصيت" أي أهداب، وكذلك لابد من لبس التفلين أثناء الصلاة، ولا توجد وساطة بين الإسرائيلي وخالقه، فلا تلزم وساطة ميخائيل أو جبرائيل.

ولابد على اليهودى إذا بلغ الثالثة عشرة أن يُصلى.

أما بالنسبة للصلوات المفروضة، فحُددت على النحو التالى:

صلاة "شِحْرِيت" ووقتها من بزوغ الفجر إلى ارتفاع عمود النهار.

وصلاة "مينحَاه" ووقتها من ميل ظل الشمس عن نقطة الزوال إلى قبيل وقت الغروب.

وصلاة "عِرڤيت" ووقتها من غروب الشمس إلى أن تتم ظلمة الليل تمامًا.

وأهم قسم في الصلاة هو الـ "شِمَاع" ، وهو آيات التوحيد عند اليهود، وتبدأ ب أسمع، فنقرأ: (اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا الرب واحد).

وهناك صلوات أخرى تتم في أوقات ومناسبات معينة أهمها:

صلاة "تقون حتصوت": يتلوها الأتقياء في منتصف الليل، بغرض التحسّر على خراب الهيكل، وعدم نسيان أورشليم. يكتفي كثيرون اليوم بتذكر الموضوع في النفس وبقراءة "شماع" من النص المعلق فوق الأسِرَّة.

صلاة الطريق : يتلولها المسافر لبلوغ وجهته بسلام.

صلاة الندى أو الطلّ: وهي أشعار دينية لنزول الطلّ.

صلاة المطر: هي أهازيج دينية تقال لطلب نزول المطر.

صلاة الترحُّم: وتؤدى لتذكر أرواح الآباء والأمهات.

أما بالنسبة إذا كان هناك ركوع وسجود، فيُقال أن صلاة موسى –عليه السلام- كانت تتضمن ثلاث هيئات: هم

الجلوس: وذلك وفقًا لما ورد فى نص التوراة: "ومكث فى الجبل أربعين يومًا وأربعين ليلة" .

والوقوف: وفقًا لما ورد فى نص التوراة ايضًا: وقفت بالجبل مثل الأيام الأولى".

والسجود: وذلك تمشيًا مع ما ورد في التوراة، وسقطتُ أمام الرب كما فى السابق".

وبناءًا على ذلك فإن الجلوس يحدث عند قراءة فقرات من المزامير، والركوع والسجود فى صلاوة التوسل والتضرع "حنون" ، ولا يتم الركوع ولا السجود فى أيام السبوت والأعياد.

وبهذا تكون انتهت رحلتنا التي حاولت بها أن أبسط على قدر استطاعتي ما بها من معلومات، وأرجو من الله أن أكون قد أضفت لكم، معلومة جديدة اليوم، "فمَنْ قَضَى يومه في غير فرض أداه، أو علم اكتسبه، أو مجد حصله، فقد عق يومه وظلم نفسه" -علي بن أبي طالب-، فلكم مني المزيد من الدعوات بالعلم والمعرفة.

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة