رحلة الخروج والمعجزات 3
كتب: منة الله عامر
تميز بنى إسرائيل على مَر التاريخ بالعصيان
والغلظة، فحتى بعد أن شهدوا ورأوا عظمة الرب وقدرته الهائلة على فعل المعجزات،
عصوه أيضًا وبخوه النبى الكريم موسى –عليه السلام- على خروجهم من مصر، فكذلك هم دائمًا حانقين
وعاصيين، فى هذا التقرير سنقرأ ما حدث بالرحلة وإستكمال المعجزات لكى يؤمن بنى
إسرائيل وتطمئن قلوبهم ولكن هل فعلًا ستطمئن أم يعودون إلى الضلال؟!
وبَعد إنتهاء الضربات العشر على مصر، بدأت رحلة
خروج بنى إسرائيل من مصر مع سيدنا موسى –عليه السلام-، فيكمل السفر سرد القصة
فنقرأ: فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا
مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا، وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا
الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ.خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضًا وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ
وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضًا». الخروج الإصحاح الثانى عشر الفقرات (31-32).
وبأمر
من يهوه سلب بنو إسرائيل المصريين ليلة الخروج فنقرأ: "وَفَعَلَ بَنُو
إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ
وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا.وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عِيُونِ
الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.فَارْتَحَلَ بَنُو
إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ، نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ
الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ.وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ
وَبَقَرٍ، مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا.وَخَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ
مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيرًا، إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لأَنَّهُمْ طُرِدُوا
مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا، فَلَمْ يَصْنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ
زَادًا. وَأَمَّا إِقَامَةُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ
سَنَةً.وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، فِي ذلِكَ الْيَوْمِ
عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." الإصحاح الثانى عشر الفقرات (41:39). وهُنا عندما
يقرأ القارئ فقرات السابقة سيطرح تساؤل مِنْ أين جاء ست مائة ألف رجلًا من بنى
إسرائيل بعد أن كان المصريون يقتلون الذكور من المواليد!!
ولكن لتخفيف تلك المُبالغة ولتصحيح التناقض
يرى البعض أن كلمة ألف فى النص العبرى تَعنى "رئيس"، والرئيس يُمثل أسرة
أى 600 أسرة بدلًا من 600 ألف، ولكن كل هذا ظَن !
وبالنسبة عن تاريخ الخروج الحقيقى فتختلف
آراء الباحثين، ولكن على ضوء الحفريات فى أريحا وفى منطقة أدوم نستطيع أن نقول أن
الخروج ربما حدث فى النصف الثانى من القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
يُكمل السفر سرد القصة فنقرأ: "وَقَالَ الرَّبُّ
لِمُوسَى وَهَارُونَ: «هذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ
مِنْهُ.وَلكِنْ كُلُّ عَبْدِ رَجُلٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ
مِنْهُ.النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ.فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ.
لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا
مِنْهُ.كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ.وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ
وَصَنَعَ فِصْحًا لِلرَّبِّ، فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُلُّ ذَكَرٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ
لِيَصْنَعَهُ، فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ
مِنْهُ.تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِمَوْلُودِ الأَرْضِ وَلِلنَّزِيلِ النَّازِلِ
بَيْنَكُمْ».فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ.
هكَذَا فَعَلُوا.وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ." الإصحاح الثانى عشر، الفقرات ( 43:51).
ومن هُنا جاءت شريعة عيد الفصح فنقرأ فى
الإصحاح الثالث عشر: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:«قَدِّسْ
لِي كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنَ النَّاسِ وَمِنَ
الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ
الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ
قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ خَمِيرٌ.اَلْيَوْمَ أَنْتُمْ
خَارِجُونَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ.وَيَكُونُ مَتَى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ
وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّتِي حَلَفَ
لآبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَكَ، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، أَنَّكَ تَصْنَعُ هذِهِ
الْخِدْمَةَ فِي هذَا الشَّهْرِ.سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا، وَفِي الْيَوْمِ
السَّابعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ.فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ
مُخْتَمِرٌ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ." وتم
مناقشة أهمية عيد الفصح فى تقرير سابق.
ويُكمل السفر أيضًا بعض الأشياء والرموز التى
ميزت اليهود عن غيرهم وهى مُرتبطة بالصلاة فنقرأ فى نفس الإصحاح:" فَيَكُونُ عَلاَمَةً
عَلَى يَدِكَ، وَعِصَابَةً بَيْنَ عَيْنَيْكَ. لأَنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا
الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ»، وأيضًا تم
مناقشة الصلاة وكل ما يُخصها فى تقرير سابق.
ويذكر السفر بإن موسي أخذ عِظام سيدنا يوسف –عليه
السلام- معه فنقرأ فى نفس الإصحاح:" وَأَخَذَ مُوسَى
عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ
قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ». الفقرة 19، ولكن كَيف أخذ عظام! كيف لَمْ تتحلل بعدمرور
كل تلك السنوات؟!
وأما عن الطريق الذى سلكه موسى، ومن معه
فيختلف العلماء فى تحديده وأيضًا فى نقطة العبور التى حدثت فيها معجزة شق البحر،
فالنص فى سفر الخروج يُسمىِ البحر "بحر سوف" أى بحر الحلفاء، فأين بحر
سوف!!، ويرى فريق من العلماء أن بحر "سوف" بُحيرة من مدينة السويس
والبحيرات المُرة، ويرون أن موسي وقومه عبروا فى وقت من أوقات جزر خليج السويس ثم
حدث مد أثناء مُلاحقة جيش فرعون لهم، ويرى أخرون وأولهم "جارفس" أن
بُحيرة "بردويل" هى المقصودة ببحر "سوف" التى جاء ذكرها فى
سفر الخروج ولكن الترجمة العربية وُرد بها كلمة بَحر دون الإشارة إلى إسم بحر
مُعين فنقرأ:" «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْجِعُوا وَيَنْزِلُوا
أَمَامَ فَمِ الْحِيرُوثِ بَيْنَ مَجْدَلَ وَالْبَحْرِ، أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ. مُقَابِلَهُ
تَنْزِلُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ". الإصحاح
التاسع عشر، الفقرة الثانية، ولكن سنُلاحظ أنه ورد ذكر بحر "سوف" فى
الإصحاح الخامس عشر.
ويُحدثنا النص أن الرب كان معهم فى رحلة
الخروج على هيئة عمود من الغمام يقودهم فى طريقهم فنقرأ: "وَكَانَ الرَّبُّ
يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ،
وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً.لَمْ
يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ".
الإصحاح الثالث عشر، الفقرات(21-22).
وعند مُلاحقة جيش فرعون لقوم موسى –عليه
السلام- كان العمود فاصلًا بين قوم موسي وجيش فرعون، ويظلم فى وجه فرعون وجنوده
وينير لموسى ومن معه، وعبر قوم موسى إلى اليابسة وكان الماء عن يمينهم وعن شمالهم،
وعندما حاول جيش فرعون اللحاق بهم، انطبقت مياه البحر على جنود فرعون وغرقوا،
ارتفعت حينذاك أصوات العبريين بالشكر والتعظيم للرب فنقرأ فى الإصحاح الرابع عشر:
"فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟
قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا.وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ
عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى
الْيَابِسَةِ.وَهَا أَنَا أُشَدِّدُ قُلُوبَ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى يَدْخُلُوا وَرَاءَهُمْ،
فَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَكُلِّ جَيْشِهِ، بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ.فَيَعْرِفُ
الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ
وَفُرْسَانِهِ».فَانْتَقَلَ مَلاَكُ اللهِ السَّائِرُ أَمَامَ عَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ
وَسَارَ وَرَاءَهُمْ، وَانْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ.فَدَخَلَ
بَيْنَ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ، وَصَارَ السَّحَابُ وَالظَّلاَمُ
وَأَضَاءَ اللَّيْلَ. فَلَمْ يَقْتَرِبْ هذَا إِلَى ذَاكَ كُلَّ اللَّيْلِ.وَمَدَّ
مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ
شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ، وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ.فَدَخَلَ
بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ
عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ.وَتَبِعَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ.
جَمِيعُ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى وَسَطِ الْبَحْرِ".
ويكمل
السفر سرد القصة فنقرأ: "فَقَالَ الرَّبُّ
لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ لِيَرْجعَ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ،
عَلَى مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ».فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَرَجَعَ
الْبَحْرُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ إِلَى حَالِهِ الدَّائِمَةِ، وَالْمِصْرِيُّونَ
هَارِبُونَ إِلَى لِقَائِهِ. فَدَفَعَ الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ.فَرَجَعَ
الْمَاءُ وَغَطَّى مَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَ جَمِيعِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي دَخَلَ
وَرَاءَهُمْ فِي الْبَحْرِ. لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلاَ وَاحِدٌ.وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ
فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ
يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ.فَخَلَّصَ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِسْرَائِيلَ
مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ. وَنَظَرَ إِسْرَائِيلُ الْمِصْرِيِّينَ أَمْوَاتًا عَلَى
شَاطِئِ الْبَحْرِ.وَرَأَى إِسْرَائِيلُ الْفِعْلَ الْعَظِيمَ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ
بِالْمِصْرِيِّينَ، فَخَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ
مُوسَى".
ويتتبع السفر المُعجزات فنقرأ فى الإصحاح
الخامس عشر:" ثُمَّ ارْتَحَلَ
مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ شُورٍ. فَسَارُوا
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً.فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ،
وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لِذلِكَ دُعِيَ
اسْمُهَا «مَارَّةَ».فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟»فَصَرَخَ
إِلَى الرَّبِّ. فَأَرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ
عَذْبًا. هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ.فَقَالَ:
«إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ،
وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ، فَمَرَضًا مَا مِمَّا
وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ».ثُمَّ
جَاءُوا إِلَى إِيلِيمَ وَهُنَاكَ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً.
فَنَزَلُوا هُنَاكَ عِنْدَ الْمَاءِ"، فبعض أن نفذ منهم طعامهم وبدأوا يسخطون
ويندمون على تركهم أرض مصر(كعادة بنى إسرائيل )، رغم ما رأوا من معجزات تثبت قدرة
الرب فأنزل الرب عليهم المَن} والسلوي فأكلوا حتى الشبع، وفى رفديم افتقدوا ماء الشرب فأمر الرب موسى –عليه
السلام-، أن يضرب بعصاه الصخرة ليتفجر ماءًا ففعل فشرب القوم وهدأوا بعد تذمر.
يُكمل السفر القصة فأتى قوم من نسل عيسو
التوأم ليعقوب (العمالقة) وشنوا حربًا على قوم موسي فوكل موسي إلى "يشوع بن
نون"، مهمة مُحاربتهم وتفرغ موسى وهارون للدعاء للرب لمساعدتهم على التغلب
على العمالقة، فنقرأ: "وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي
رَفِيدِيمَ.فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ
عَمَالِيقَ. وَغَدًا أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي».فَفَعَلَ
يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ
وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ.وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ
إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ.فَلَمَّا
صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ، أَخَذَا حَجَرًا وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ
عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ
هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.فَهَزَمَ يَشُوعُ
عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ.فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا
تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو
ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ».فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ
«يَهْوَهْ نِسِّي». وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ
مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ». الإصحاح السابع عشر، الفقرات (8:16).
وفى الإصحاح الثامن عشر يُحدثنا السفر عن
لقاء بين موسي وحميه وزوجته وولديه، ويبدأ موسي بعد نصيحة من حميه تنظيم الحياة
القضائية بتعيينه قضاة من الشعب يعاونوه، ثم ينتقل إلى الإصحاح التاسع عشر لتلقى
أصول الشريعة وفى الإصحاح عشرين نص الوصايا العشر أو الكلمات العشر دستور الديانة
اليهودية فيما بعد، فنقرأ: " ثُمَّ
تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً:«أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي
أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ
أُخْرَى أَمَامِي.لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا
فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ
تَحْتِ الأَرْضِ.لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ
إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ
الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ
مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً،
لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ
لِتُقَدِّسَهُ.سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ،وَأَمَّا الْيَوْمُ
السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ
وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ.لأَنْ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا
فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ
وَقَدَّسَهُ.أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ
الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
لاَ تَقْتُلْ.لاَ تَزْنِ.لاَ تَسْرِقْ.لاَ تَشْهَدْ عَلَى
قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ
قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ
شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ
وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا
مِنْ بَعِيدٍ،وَقَالُوا لِمُوسَى: «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ
مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ».فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّ
اللهَ إِنَّمَا جَاءَ لِكَيْ يَمْتَحِنَكُمْ، وَلِكَيْ تَكُونَ مَخَافَتُهُ أَمَامَ
وُجُوهِكُمْ حَتَّى لاَ تُخْطِئُوا».فَوَقَفَ الشَّعْبُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَمَّا مُوسَى
فَاقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ.فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هكَذَا
تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ أَنَّنِي مِنَ السَّمَاءِ تَكَلَّمْتُ
مَعَكُمْ.لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ، وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ.مَذْبَحًا
مِنْ تُرَابٍ تَصْنَعُ لِي وَتَذْبَحُ عَلَيْهِ مُحْرَقَاتِكَ وَذَبَائِحَ سَلاَمَتِكَ،
غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. فِي كُلِّ الأَمَاكِنِ الَّتِي فِيهَا أَصْنَعُ لاسْمِي ذِكْرًا
آتِي إِلَيْكَ وَأُبَارِكُكَ.وَإِنْ صَنَعْتَ لِي مَذْبَحًا مِنْ حِجَارَةٍ فَلاَ تَبْنِهِ
مِنْهَا مَنْحُوتَةً. إِذَا رَفَعْتَ عَلَيْهَا إِزْمِيلَكَ تُدَنِّسُهَا.وَلاَ تَصْعَدْ
بِدَرَجٍ إِلَى مَذْبَحِي كَيْلاَ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ". الإصحاح
عشرين كاملًا.
ونُلاحظ فى
الوصايا العشر أن هُناك تشابة مع تعاليم الإسلام فى الكثير من الأشياء، ورغم وجود
تلك الوصايا وعَظم مكانتها فى التوراة إلا إنهم لَمْ يَعملوا بها حقًا، ولو عملوا
بها وتركوا العنصرية والقومية والقتل والعصيان لكُنا جميعًا نَنعم بالسلام.
ويكمل
السفر حديثه فيبدأ تفصيل أحكام الشريعة حتى نهاية الإصحاح الثالث والعشرين، وفى
الإصحاح الخامس والعشرين يطلب الرب أن يكون له مسكن ومقر عبارة عن خيمة يقدم بها
بنو إسرائيل فيها القرابين وتوضع فى هذه الخيمة ألواح التوراة فى تابوت العهد، وقد
تم مناقشة كُلًا من خيمة الإجتماع وتابوت
العهد والملائكة الحارسة للتابوت فى تقارير سابقة.
سنضيف بعض
الأمور الآخرى، يُلاحظ تأثير هندسة المعبد المصري واضح فى تصميم خيمة الإجتماع
كتقسيم الخيمة إلى القدس وقدس الأقداس الذى لايدخله إلا الملك كل عام، وشكل
التابوت الذى كان يُشبه القوارب التى كانت فى المعابد المصرية، وهذا يثبت أنهم
تأثروا بالمصريين القدماء فى الكثير من الأمور.
وبعد ذلك
يُكمل السفر حديثه عن موضوع الكهنوت
وتكريس أسرة هارون لممارسة الكهانة وملابس الكهنة وردة اليهود بعبادتهم العجل
الذهبى، عندما تأخر موسى –عليه السلام-
بالمجئ عليهم أجتمع القوم على هارون فنقرأ فى الإصحاح الثانى والثالثون:
" وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ،
اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ
أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ،
لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ».فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ
الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا».فَنَزَعَ
كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى
هَارُونَ.فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً
مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ
أَرْضِ مِصْرَ».فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ
وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ».فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ
وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ
قَامُوا لِلَّعِبِ.فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ
شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ
الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ
وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ
مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا
هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ.فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ،
فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا». الفقرات (1: 10).
وبلا شك
سنُلاحظ أن هارون هُنا من صنع العجل الذهبى لبنى إسرائيل وتلك القصة مختلفة
إختلافًا تامًا عما ورد فى القرآن الكريم فنقرأ فى كتاب الله عز وجل سورة طه،
"بسم الله الرحمن الرحيم"، قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا
وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ
أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴿ 87 ﴾ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا
هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴿ 88 ﴾ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ
إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿ 89 ﴾ وَلَقَدْ قَالَ
لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ
الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ﴿ 90 ﴾ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ
عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ ﴿ 91 ﴾ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ
إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴿ 92 ﴾ أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴿ 93
﴾ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ
أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴿ 94 ﴾
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿ 95 ﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا
بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ
لِي نَفْسِي ﴿ 96 ﴾ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا
مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي
ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
﴿ 97 ﴾.
ومن خلال
الآيات الكريمة نُلاحظ ذلك الإختلاف الكبير فمَنْ صنع العجل فى القصة القرآنية هو
السامرى، والبعض يُقول أن طائفة السامريون الحالية نسبة إليه ولكن صحة تلك
المعلومة غير مُثبتة وناقشنا كل ما يتعلق بالسامريين فى تقرير سابق.
والجدير
بالذكر أن سفر الخروج يتضمن أقدم الشرائع "اليهودية" إذا استثنينا
الوصايا العشر من الإصحاح (22:20) إلى الإصحاح (33:23)، وتُسمى حسب ما ورد فى
الإصحاح (7:24) كتاب العهد فنقرأ: وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ
الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ».
ومن
مضمون الشرائع فيما يسمى كتاب العهد، نستطيع أن نقول أن موادها تتفق مع البيئة
الزراعية أكثر من بيئة صحراوية، وهذه الشرائع عبارة عن شرائع دينية وشرائع تدخل فى
نطاق القوانين المدنية ويقرر المشرع الجريمة ثم يحدد العقوبة.
والقارئ
لسفر الخروج سيلاحظ تكرار معلومات سبق أن تحدث عنها السفر، فتكرار تلك المعلومات
نتيجة مُبائرة لتعدد المصادر التى كتب منها محرر السفر، كما هو الحال فى جميع
أسفار العهد القديم.
تعليقات
إرسال تعليق