التلمود







كتب: منة الله عامر.

      يَحظى كِتاب التلمود بأهمية كبيرة بين الجموع اليهودية، ويمكن القول أنه أحد أهم مراجع الصهيوينة وأفكارها العنصرية الخبيثة بعد العهد القديم، ويعد المصدر الثانى لتشريع بعد العهد القديم وهناك فِرق يهودية تؤمن به وآخرى لا تؤمن به وتعتبره غير مُقدس ومن الفرق التى تؤمن به " الربانين أو الفريسين "وهو مَن قاموا بتأليفوا، وهناك فرقة القرائية التى لا تعترف به ككتاب مقدس بل ترى فيه بدعة يجب القضاء عليها والجدير بالذكر أن تلك الفرقة ظهرت بين اليهود بعد ظهور الإسلام وتعترف بنبوة سيدنا محمد والقرآن الكريم كدين سماوى.

" التلمود "
التلمود " תלמוד " يعنى " التعاليم " بالعربية، ويدعى اليهود أن سيدنا موسى أُلقى عليه تلك التعاليم شفهياً من الرب فى سيناء ثم بدء بنى إسرائيل فى تداوله بينهم شفهياً حتى جمعه حاخامات اليهود بصورته الحالية وأول من بدء فى جمعه هو " يهودا هاناسى "   وينقسم إلى جزئين مهمين:
-المشناه: وهى المتن أو الأصل.
-الجمارا: وهى شرح المشنا.
وتمثل المشنا اللائحة القانونية التى وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة، وقد جمعها يهودا هاناسى فيما بين( (200-190م.
أما الجمارا فهى أثنان: جمارا أورشاليم وهى عبارة عن سجل لمناقشات الحاخامات فلسطين حول شرح أصول المشناه وقد جمعت عام 400 م.
وجمارا بابل وهى سجل مماثل لمناقشات علماء اليهود فى بابل، وتم جمعها عام 500 م تقريباً.
وقد كونت المشناه من جمارا أورشاليم ما يسمى بالتلمود الأورشاليمى، كما كونت المشناه مع جمارا بابل تلموداً آخر يُسمى التملود البابلى ولكل من هذين التلمودين طبعة مُستقلة بذاتها.
ما هى المشناه "משנה " ?
          المشناه لغوياً تعنى " التكرار أو الإعادة " أما إصطلاحاً فإنها عبارة عن مجموعة من الأحكام والتعاليم والتفاسير والوصايا التشريعية التى تناقلت عبر الأجيال شفاهةً، من عهد سيدنا " موسى " –عليه السلام- حتى يهودا هناسى الذى قام بتقسيمها وتسجيلها وأعتبرت بذلك أساس التلمود ومتنه.




" أقسام المشناه "
تنقسم إلى ستة  أقسام أو مباحث تُسمى " سيدريم " أى الأحكام وهى :
1- " זרעים " أى قسم الزروع أو البذور: يحتوى على اللوائح الزراعية فى أحدى عشر مبحث.
2- " מועד " قسم المواسم أو الأعياد: يحتوى على لوائح الأعياد والصيام فى أثنى عشر مبحث.
3-   " נשים " قسم النساء: يتضمن قوانين المدنية والجنائية فى عشر مباحث.
4-   "נזיקין " قسم الأضرار: ويشمل القوانين المدنية والجنائية فى عشر مباحث.
5-   "קדשים" قسم المقدسات: وهو قوانين الصلاة  فى إحدى عشر مبحث.
6-   "טהרות" قسم الطهارات: هو قوانين الطهارة والنجاسة فى أثنى عشر مبحث.

وهناك سفر فى التلمود يُسمى " מידרש " ميدراش ويحتوى على القصص والأحكام التى ألفها وأختلقها الحاخامات اليهود بعد إتمام التلمود فدونوها فى هذا السفر خشية الضياع رغم أن التلمود نفسه أستغرق قرابة ألف عام.
جاء فى دائرة المعارف اليهودية أن سلطة التلمود –كقانون شفهى- تعتبر سلطة إلهية، ومن هنا تعتبر تعاليم إلزامية وثابتة غير متغيرة.
والحياة اليهودية المعاصرة، قامت على التعاليم والأسس التلمودية، فقوانين الحياة المختلفة مُشتقة مباشرة من التلمود، بل أن صفات اليهودى المعاصر مُستقاة من التلمود أيضاً.

    ولكن ماذا عن تعاليم اليهود، وما الذى يخفيه داخل كتاباته ومَنْ لم يطلع على التلمود لابد له أن يطلع على بروتوكولات حكماء صهيون فهى أحد أهم أنجازات التلمود فى العصر الحديث.
سأوضح بإيجاز بعض ماورد فى التلمود وما الأفكار التى يروج لها والتعديلات التى أدخلها على نصوص التوراة لكى تتمشى مع منهجه العنصرى إتجاه الأخرين أو الأغيار كما يقولون، وأول تعديل هو ما جاء فى التوراة " لا تسرق " سنجد أن التلمود أضاف إليها " من اليهودى " وبهذا أباح سرقة من غير اليهودى بل وجعلها واجبة وهو أمر لا يمكن أن يصدر عن عقلية سوية.
جاء فى التوراة تحريم الربا والإستيلاء على أموال الآخرين بدون حق لكن التلمود جاء ونقحه على حسب إعتقاده وأباح التعامل بالربا والإستيلاء على اموال الآخرين من غير اليهود.
ولم تقتصر على ذلك فحسب بل وجعلت قتل الغير يهودى واجباً دينياً يثاب عليه اليهودى من ربه، وينبع هذا الموقف اليهودى إتجاه البشرية من نظرة التلمود نفسه.
وهذا سرد بسيط لبعض ما ورد فى التلمود من عنصرية وتطرف وكراهية لكل الأديان والشعوب والأنبياء.


تعليقات

المشاركات الشائعة