ديانة "موسى" واليهودية




كتب: منة الله عامر
عندما نَتحدث عن الديانة اليهودية فسرعان ما ينصرف الذهن إلي النبى "موسى" ـ عليه السلام ـ ونَربط بشكل سريع بين الديانة اليهودية والنبى "موسى"، ولكن هذا الربط خاطئ فديانة النبى "موسى" لم تَكن اليهودية؛ لأن عقائد تلك الديانة وشعائرها تختلف تماماً عما آتى به ، فديانة "موسى" مَرت بمراحل كثيرة حتى وصلت لصورة ليس لها علاقة بأصل ما أنزل على "موسى" 
ـ عليه السلام ـ. 
  
"تسمية الديانة اليهودية"
بدأ استخدام الديانة اليهودية خلال العصر الهلينى، فأطلقت هذه التسمية على المُعتقدات التى يؤمن بها سكان مدينة صغيرة كانت خاضعة للحُكم السلوقى اليونانى ثم الحُكم الرومانى فيما بعد، وتُسمى "يهودية" إلى أن دُمرت فى عام 70م على يد الإمبراطور "تيتوس"، وتلك المدينة سكنها بقايا بنى إسرائيل ممن اختلطوا بغيرهم من الشعوب المُجاورة.
وتعود تسمية يهودى قديماً إلى مملكة يهوذا، أثناء وجود المملكتين الشمالية والجنوبية، وبعد ذلك أثناء تواجد اليهود في مدينة "يهودية" كما ذكرنا سلفاً، إذا كان مدلول التسمية لم يأخذ بعد  أى شكل دينى حتي إن العهد القديم لم يذكر كلمة "يهودى" كدلالة على الديانة، كما أن هناك الكثير من الباحثين اليهود أكدوا على أن التراث اليهودى لم يتعامل مع اليهودية يوماً على إنها دين، بل فقط مجرد مجموعة من التعاليم والوصايا التى ترتبط بعلاقة العهد بين يهوه وبنى إسرائيل.

إختلافات ديانة "موسى" ـ عليه السلام ـ واليهودية
جاء "موسى" ـ عليه السلام ـ ليوحد بنى إسرائيل ويُعيدهم لطريق الرب فكانت ديناته تصحيح لمسار الجماعة، وجاء بالوصايا العشر كما ورد ذكرها فى سفر الخروج(20-1:26):
 1 ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً: 2«أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،
6 وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
7 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
8 اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ،
10 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ.
11 لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.
12 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13 لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ.
15 لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
هكذا نَزلت الوصايا العشر على "موسى" ـ عليه السلام ـ، نزل الوحى للعالم أجمع وليس فقط بنى إسرائيل، فكانت رسالته عالمية، أما ما نَقرأه الآن لا يرتبط بديانة سيدنا "موسى" ـ عليه السلام ـ، فمع مرور العصور وتَواليها حتى أتخذت  ذلك الشكل الذى يتوافق مع أهواء مُحرريها فأصبحت أكثر عنصرية وتطرف. 

ويتضح من ذلك أن ديانة "موسى" ـ عليه السلام ـ لم تَكُن اليهودية، فالأصح أن يُطلق عليها نظرياً على الأقل تسمية " ديانة "موسى" وهى ديانة لم تنفصل عما جاء به أنبياء سابقون بل أراد النبى "موسى" العودة إلى نقاء الدين إلى ما كان عليه الأباء السابقون (إبراهيم- إسحاق-يعقوب).



تعليقات

المشاركات الشائعة