" إستغلال قادة الصهيونية للأفكار الدينية اليهودية لتحقيق أهدافهم "


كتب: منة الله عامر.
         بدأت الهجرات اليهودية إلى أرض فسلطين فى البداية كهجرات لزيارة الأماكن المُقدسة مثل طبرية وحيفا وصفد ليعيش اليهود المتدين بجوار الأماكن المقدسة الخاصة بهم فى فلسطين ويتباركوا بها ولم تأخذ هذه الهجرات آى شكل إستيطانى وعاشوا وسط الفلسطينين دون قلق أو نزاعات، ولم تأخذ شكلها الإستيطانى إلا فى عام 1881م،نظمتها حركة البيلو(בית יעקב לכו ונלכה) وجمعيات محبي صهيون.
        ثم نشأت الحركة الصهيونية المعاصرة لهدف واحد محدد، وهو إقامة وطن قومى لليهود المشتتين فى أنحاء العالم والجدير بالذكر أن فلسطين لم تكن أول خيار للصهاينة لكى يقيموا عليها وطن قومى لليهود بل كان هناك الكثير من الإختيارات كالمجر ومورتانيا والنمسا.
وقع إختيارهم الأخير على " فلسطين " نظراً لما تحمله من مكانة مقدسة فى كتابهم المقدس وهكذا أستمدت الحركة الصهيونية أهدافها من أفكارهم الدينية كفكرتى الإختيار والخلاص وهما أساس ترويج الحركة الصهوينية لنفسها حيث جعلت من نفسها أداة لتجميع اليهود من أنحاء العالم ليقيموا وطن خاص بهم وذلك بعض نزاعات المُستمرة مع شعوب البُلدان التى عاشوا بها.

" الصهيونية والخلاص "
أخذت الصهيونية أفكارها من الديانة اليهودية وعقائدها الآخروية كعقيدة الخلاص الآخروى، فى العقيدة اليهودية تلك الفكرة تعبر عن نهاية الأيام ومجئ المسيح المُخلص لضم شمل اليهود المُشتتين من أنحاء العالم ويعودوا إلى أرض أجدادهم وآبائهم " فلسطين "  ويحكم بهم العالم، هكذا ألبست الصهوينة نفسها رداء المسيح المُخلص وقامت بربط الفكر اليهودى العقائدى بحركة الصهيونية لتجذب يهود العالم للهجرة إلى أرض " الميعاد " كما يصفوها فى العهد القديم.
حاول قادة الصهيونية تنفيذ هذه الفكرة  بوسائل علمانية عن طريق إستغلال الظروف السياسية وتطبيق سياسية الإستيطان ومحاولة إقناع الجماعات اليهودية بإنها أمة لها حق تقرير المصير، محاولات تغيير المعنى الدينى للخلاص إلى مضمون علمانى حتى تقتنع هذه الجماعات وبخاصة الدينية منها، بأن الفكر الصهيونى ما هو إلا إمتداد للفكر الدينى بل ونتيجة طبيعة لهذا الفكر، فالصهيونية حسب هذا التفسير هى الحلقة الآخيرة فى سلسلة الأحداث التاريخية التى بدأت بالسبى البابلى وتشريد الجماعات اليهودية ومنها أيضاً تدمير الهيكل على يد الرومان إلى آخره من أحداث الإضطهاد التى جعلت من ظهور الصهيونية ضرورة تاريخية.

" الصهيونية والأختيار "
أستغل قادة الصهيوينة فكرة الإختيار كما أستغل فكرة الخلاص وهى أحد الأفكار اليهودية، فالأعتقاد فى أن اليهود هم " شعب الله المُختار " وهو إعتقاد له أصول ثابتة فى الديانة اليهودية، ويساهم فى بناء العام للهودية كدين وإنهم أفضل من باقى الشعوب وأسياد العالم، ولكن هذا تناقض مع هدف الحركة بصفة عامة، فهدف الصهيونية هو إزالة التوتر القائم بين الإنسان اليهودى والعالم الذى يعيش فيه وإعطاء اليهودى مكاناً طبيعياً فى هذا العالم ومساواته بغيره من البشر.
رغم ذلك نجحت الحركة الصهيونية فى إجتذاب العديد من اليهود وتهجيرهم إلى أرض فلسطين عُنوة بدون حق بعد مساعدة الإنتداب البريطانى لهم وإعطائهم وعد بلوفر وتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى فلسطينية، ومِنْ هنا بدأت مُعاناة فلسطين مع الإحتلال الصهيونى الغاشم.
لقد حاولت فى السطور السابقة أن أعرض عرض مختصر ومبسط لأحد أسباب النكبة وإحتلال أرض فلسطين، حيث جعلوا شعب بأكلمه يترك منازله وأرضه ليستطنوا هُم بها بالقوة تارة وبأساليب غير اخلاقية تارة أخرى وهذا هو المُعتاد من اليهود على مَر العصور. 

تعليقات

المشاركات الشائعة