البوق اليهودي "الشوفار"
كتب: منة الله
عامر
اُستخدم الشوفار أو البوق فى أكثر من غرض
فهو بالإضافة إلى إنه رمز دينى يهودى يُستخدم فى المناسبات الدينية، فهو أيضًا له
أهمية حربية لدى اليهود وغيرهم من شعوب الشرق الأدنى القديم؛ حيث كان يُستخدم
أثناء الحروب لحث الشعب على القتال وإيضًا لإثارة الرُعب فى نفوس الأعداء، سيعرض
التقرير أهمية الشوفار والمناسبات التى يُستخدم بها وفقًا للفكر الدينى اليهودى.
أهمية البوق
ومناسبات استخدامه
البوق وبالعبرية "שופר" وهو عبارة عن آداة نفخ تصنع من قَرن الكبش الذي
يُقدم كتقدمة أو أُضحية فى المعبد، ويُقال أن أول "شوفار" صُنع من الكبش
الذى ضحى به "ابراهيم" –عليه السلام- إفتداء لإبنه.
فى بداية الأمر اُستخدم
"الشوفار" أو البوق أثناء الحرب لدعوة الشعب للخروج إلى الحرب وإعلان
الجهاد المُقدس ضد الأعداء وأيضًا لإثارة الرعب فى نفوس الأعداء، مثلما حدث عند
احتلال يشوع بن نون لأريحا: (20-6) "فهتف الشعب وضربوا
بالأبواق. وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا عظيما ، فسقط السور في
مكانه، وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه، وأخذوا المدينة".
وأيضًا استخدمه الكشافين
أو "طلائع الجيش" من أجل التحذير من الخطر المُتوقع.
أما بالنسبة لأهميته الدينية والتى بلا شك تبسق
أهميته العسكرية أو الحربية، فيُستخدم "الشوفار" أو البوق فى رأس السنة
العبرية ويطلق عليه بالعبرية "ראש השנה"، أو يوم النفخ فى البوق "יום תרועה"، ويستمر رأس السنة العبرية حسب تقاليد
اليهود لمدة يومين، لأن الحاخامات اليهود يقولون أن هذين اليومين هما بالفعل يوم
واحد طويل "יום אריכה"، تبدأ طقوس الاحتفال
برأس السنة بالنفخ فى البوق قبل صلاة "מושב" وهى
صلاة تؤدى بعد صلاة الصبح "שַחֲרִת".
وللنفخ فى البوق ثلاث
مراحل:
-
"תקיעה" وهى نفخة طويلة.
-
"תרועה" وهى عبارة عن ثلاث نفخات أقصر.
-
"שפארים" وهى عبارة عن
تسع نفخات قصيرة.
وَرد فى سفر المزامير (81\2-5) " ارْفَعُوا نَغْمَةً
وَهَاتُوا دُفًّا، عُودًا حُلْوًا مَعَ رَبَابٍ. انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ،
عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا.لأَنَّ هذَا فَرِيضَةٌ لإِسْرَائِيلَ، حُكْمٌ
لإِلهِ يَعْقُوبَ." ويعنى ذلك أن
"الشوفار" كان يُستخدم للإعلان عن رأس الشهر العبري مع بعض الأحتفالات
الغنائية التى تستخدم فيها أدوات الطرب (الدف والعود والربابة).
أما فى المعبد فينبغى أن
تكون عدد نفخات البوق مائة نفخة، وثلاثون نفخة قبل صلاة "الموساف"
مباشرة، والنفخات الباقية تُسمع خلال القيام بصلاة "עמידה" مع ثلاث
فواصل بينهما، يُطلق على النفخة الأخيرة " תקיעה גדולה" أو النفخة الكُبرى.
ويأتى "يوم
الغُفران" أو "יום
כפורים" أيضًا ليُنفخ البوق أو
"الشوفار" فيه، وفى العصور القديمة كانوا يستخدمون "الشوفار"
عندما كان يتوجب على اليهود ترك أرضهم بورًا وتلك المناسبة تُسمى "سنة
الشميطا" \" שְׁנַת שְׁמִיטָה" وهى السنة
السابعة من فلاحة الأرض.
استخدم
"الشوفار" أيضًا لتتويج ملوك "اسرائيل" قديمًا عند مسحهم
بالزيت، وقد أُعيد احساء هذا التقليد الدينى فى دولة "اسرائيل" فى
فلسطين المُحتلة، عند أداء رئيس الدولة لليمين.
أما بالنسبة لطريقة صُنع
"الشوفار" فلا توجد أى نصائح معينة، ويُطلق على مَنْ يقوم بالنفخ فى
"الشوفار" أو البوق "בעל
תקיעה" أى المسئول عن النفخ فى
البوق.
أما فى الوقت الحاضر ففى
بعض الأحياء اليهودية الأرثوذكسية فى القدس يستخدم اليهوج "الشوفار"
للإعلان عن مقدم يوم السبت، وكذلك حينما احتلت القوات الصهيوينة القدس فى يونيو
1967م، ذهب الجنرال "جورين" ونفخ فى "الشوفار"
أمام حائط البراق أو الحائط الغربي، وهو نفس "الشوفار" الذى نُفخ فيه فوق جبل سيناء حينما
احتلت القوات "الإسرائيلية" شبه جزيرة سيناء فى عام 1956م.
تعليقات
إرسال تعليق