حامل الضياء ב
كتب: منة الله عامر
مَنْ يحب مُشاهدة أفلام الرعب، فسيعرف فيلم
"إيملي روز" وهو يحكي عن فتاة تلبست من ستة شياطين، أو يعرف فيلم "الراهبة"
ويحكي على أن أحد الشياطيين أخذ شكل راهبة ليضللهم، ولكن ما أهمية تلك الأفلام أو
الحديث عنها هنا، الفيلمان تحدثوا عن الشياطين، وما يفعلوه بالبشر، ومن يستمع لقصص
رعب أحمد يونس على الراديو وبالتحديد ثلاثية نادر فودة وساتيرا" الأخيرة نجد
أنه لَقبَ إبليس بساتيرا وصاغ الحوار بطريقة شيقة، نخرج من تلك القصص والحكايات أن
لا خلاف على أن الشيطان هو سبب الشر الأساسي لكنه لا يجبرك على ارتكاب أى شر، هو
محرض ولكنك حُر في
اتباعه أو عدم اتباعه، وهذا ما سنوضحه.
في البدء أود أن أوضح الفرق بين إبليس
والشياطين، ذُكر في العهد الجديد أن إبليس هو ملاك سقط من السماء كما وضحنا في
التقرير السابق، وأحيانًا يُطلق عليه أمير الظلام ... ولكن في هذا التقرير سنوضح هل
إبليس ملاك أم لا!
غالبًا
ما نخلط بين إبليس والشياطين والجان والعفاريت، أولًا لابد أن نتفق على أن
الشياطين والجان والعفاريت من نار والشياطين أنواع والجان قبائل ومن يلقب بالعفريت
هو صغير الجن، أما إبليس فخُلقَ أيضًا من نار ولكن دعونا نوضح وضع إبليس قبل
عصيانه لأمر الرب بالسجود لآدم، فورد في العديد من المصادر والمراجع ومنها كتاب
بداية ونهاية لابن كثير، الجزء الأول، باب ذكر الجان وقصة الشيطان ص 67، أن لما
فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على مُلك الدُنيا وكان من قبيلة
الملائكة يقال لهم الجِنْ، وذكر الضحاك عن ابن عباس أن الجن لما أفسدوا في الأرض
وسفكوا الدماء بعث الله إليهم "إبليس" ومعه جُند من الملائكة فقتلوهم
وأجلهم عن الأرض إلى جُزر البحور، وقال محمد ابن اسحاق عن طاووس عن ابن عباس، كان
اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية "عزازيل"، وكان من سكان الأرض ومن أشد
الملائكة اجتهادًا وأكثرهم علمًا، وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عنه: كان
اسمه عزازيل وكان من أشرف الملائكة ومن أولى الأجنحة الأربعة، بينما اُسند عن حجاج
عن ابن عباس: كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان
وكان له سلطان سماء الدنيا، وسلطان الأرض، بينما الحسن البصري: نفى نفيًا تامًا أن
يكون ملاكًا، وجاء في التراث الأسلامي أيضًا: فلما أراد الله خلق آدم ليكون في
الأرض هو وذريته، جعل إبليس وهو رئيس الجان وأكثرهم عبادة اذا ذاك
وكان اسمه "عزازيل"، يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك،
وقال: أما لئن سلطت عليك، لأهلكنك، ولئن سلطت علىَّ لأعصينكَ فلما أن نفخ الله في
آدم من روحه كما سيأتي، أمر الملائكة بالسجود له، ودخل إبليس منه حسد عظيم وامتنع
من السجود له، وقال أنا خيرُ منه، خلقتني من نار وخلقته من طين، فخالف الأمر
واعترض على الرب عزوجل، وأخطأ في قوله وابتعد من رحمة الله، وأنزل من مرتبته التى
قد نالها بعبادته وكان قد تشبه بالملائكة ولم يكن من جنسهم؛ لأنه مخلوق من نار وهم
من نور فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه ورجع إلى أصله الناري،
فقال تعالى: بسم
الله الرحمن الرحيم
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ
الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ
مَعَ السَّاجِدِينَ". نلاحظ في الآيات أن الرب وجهة حديثه وأمر السجود
للملائكة أجمعين، إذا فالأقرب للفهم أن أبليس ملاكًا، وعندما لم يطع أمر الله،
حُكم عليه بالهبوط من الجنة، فجاء الحديث بين الله وإبليس في القرآن على هذا
النحو:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ
هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ
مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ
مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ
سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا". سورة الاسراء
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ
الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ
مَعَ السَّاجِدِينَ، قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن
صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ
رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ
رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ
(37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا
عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
(41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ
مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ". سورة
الحجر.
ودعونا ننتقل إلى قصة آدم والشجرة فنلاحظ في قصة الشجرة التى أكل منها آدم
-عليه السلام-، اختلاف كبير في تفسير ماهية هذه الشجرة، ولكن الأكثر ترجيح أنها
كانت شجرة التكليف بجميع لوازمه ونتائجه، وما كان الفارق بين آدم قبل الأكل منها
وبعد الأكل منها إلا الفارق بين الحياة في دعة وبراءة، والحياة المكلفة التى لا تخلو
من المشقة والشقاق والامتحان بالفتنة ومعالجة النقائص والعيوب، كلما تكررت القصة
في الآيات القرآنية كان في تكرارها تثبيت لهذا المعنى على وجه من وجوهه المتعددة،
ويبدو ذلك جليًا من المقابلة بين ما تقدم وما جاء عن هذه القصة في سورة الأعراف،
وذاك حيث التصوير بعد الخلق أو إعطاء الصورة بعد إعطاء الوجود، ثم تمضى القصة على
ما يلي:
"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ
صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ. قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا
تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن
تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي
إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ
لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ
مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ
الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ
لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا
رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ
تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ
لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ
ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل
لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ. قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي
الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ
وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا
عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ
ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا
بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ
الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ
هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ". سورة الأعراف
ومن تمام التوكيد لحدود التكليف في هذه القصة أن خطاب آدم به لا يغني عن
خطاب بنيه وأعقابه، فهو مكلف وهو ملكفون، وخطيئته لا تلزمهم وتوبته لا تغني عنهم،
ومولدهم منه يخرجهم على سنة الأحياء المولودين حيث يحيون وحيث يكدحون ويموتون.
وبهذا يكون الرد الأول، بإن إبليس كان
ملاكًا بالفعل، ولكنه عصى أمر الله، فوعقب بخروجه من جنة الخلد.
أما عن فكرة الخطيئة في المعتقد الإسلامي، (لأن
الخطيئة دائمًا ما نربطها بأبليس والشياطين) فهى ليست أصلًا كونيًا يعاند الإرادة
الإلهية بإرادة مثلها أومقاسمة لها في أقطار الوجود العليا والسفلى، ولكنها اختلاس
وخلل وتقصير، وله علاجه من عمل العامل نفسه بالتوبة والهداية، وبالتفكير والجزاء،
ولما كانت فضيلة آدم على الملائكة والجن أنه تعلم الأسماء التى لم يتعلموها، كانت
هدايته إلى التوبة بكلمات من المعرفة الإلهية ولم تكن بشئ غير عمله وقوله.
ولكن إذا امعنا النظر في الديانات السماوية
الثلاثة، فإن دور الشيطان مختلفهم بهم، واختلافه بينهما جوهر يدخل في كيان كل
ديانة منها، وترتبط به مقاييسها للخير والشر والتبعة والعقاب، فهو في الديانة
اليهودية له دور عامل مُستغنى عنه لأنه شبيه بغيره.
وهو في الديانة المسيحية دور عامل فعال لا
ينفصل من حكمة الوجود كله، ودوره على مسرح الخليقة دور شرير في قصة الخلق كله،
وإذا كان قوام الخليقة سجالًا بين الخطيئة والكفارة أو الغفران، فلولا غواية
الشيطان لم يسقط آدم ولولا سقوط آدم لم تكن به ولا بذريته حاجة إلى الخلاص من طريق
الفداء.
وهو في الديانة الإسلامية دور عامل فضولي
مرذول يختلس ويروغ، ويخذل فريسته بالنية الخفية والعمل المكشوف، ولكن ليس بالإسلام
ذنب يرثه أحد من أبيه، أو يورثه لبنيه، فغواية الشيطان لا تخلق الخطيئة ولا تعفى
منها، وشوكة الشيطان لا تحمى أحدًا ولا هو يسخرها لحماية أحد، وحدود التبعات واضحة؛
حيث يعمل الشيطان وحيث لا يعمل، فهو لا يحمل عن شريك من شركائه تبعة وزر من
أوزاره، ولا يداري حماقة الغافل الذي ينقاد إليه.
وكلما ذكرت في القرآن الكريم غواية إبليس ذكر
معها أنه ما كان له عليهم سلطان، فنقرأ:" إِنَّ
عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ". سورة الحجر 42
"كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ". سورة الحشر 16
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ
الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ
دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
سورة إبراهيم 22
وليس شياطين الجن بأقدر على غواية من شياطين
الإنس، فإن الشيطنة هى عداوة الحق؛ حيث كانت،"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ
بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ". سورة الأنعام
112
فبعد سرد حكاية إبليس والتأكيد على إنه
ليس السبب في كل الشرور التى تحدث الآن حول العالم، بل هو محرض وأنتَ فقط من قرر
أن يتبعه، وهو سيتبرأ منكَ يوم الدين، فتذكر أن إبليس ستخلى عنك رُغم غوايته لك،
فهو لم يجبرك على أن ترتكب ذنب أن تعلم أنه حرام وسيحاسبك عليه الله فيما بعد، ولكن
هل توقف سردنا عند هذا الحد! بالطبع لا، لنا لقاء في تقرير قادم عن عُباد الشياطين
ولماذا؟
ومن يرغب في الاستزادة، فالمصادر والمراجع التي رَجعنا لها هى:
إبليس، عباس محمود العقاد.
كتاب البداية والنهاية، لابن كثير، الجزء الأول.
علم الأخلاق، لسبينوزا.
والمقال السابق مُلحق بها، اسماء معاجم لُغوية عبرية وأنجليزية وعربية.
تعليقات
إرسال تعليق