الأشراط العشر ونهاية العالم ד

كتب: منة الله عامر


      ينتبنا القلق وربما البعض ينتابه الذعر، عندما نسمع أن هناك بعض الشواهد على أشراط الساعة، لكن صديقي القارئ لابد أن تعرف أن هناك فرق بين علامات الساعة ويوم القيامة، فعلامات الساعة هى أحداث وظروف معينة تُهيئ الأشخاص لما سيحدث بعد سنوات طويلة من وقوع الأشراط الكبرى، ويوم القيامة ببساطة هو يوم الحساب والبعث أو الحشر، وهذا شأن أخر، فلا تتداخل معك الأمور.
    سأعترف في السطور القادمة بأن البحث في هذا الموضوع على وجهة الخصوص أمر شاق جدًا وثقيل، عادة أستغرق في كتابة المقال ثلاث ساعات، أحيانًا أبحث عن المعلومات وأنا أكتبه وأحيانًا أرتب المعلومات قبل البدء في الكتابة، وفي كلتا الحالتين لم أستغرق في كتابة أى مقال أكثر من ثلاث ساعات، ولكن هذه المرة، أستغرق البحث أسابيع والكتابة قرابة ثلاثة أيام، لا أعلم ما أبطئني ولكني في كل سطر كنتُ أجده، كنتُ أقف أمامه متسائلة، مَنْ الذي سيتحمل كل تلك الأحداث، لا علم لي قرب أو بعد الأشراط القادمة، ولكني شعرت بالشفقة عليَّ وعليكم وعلى الأجيال التي ستشهد ما هو قادم، لن أزعجك بمشاعري الرتيبة التي لن تعني لكَ شئ، بالتأكيد، والآن سأدعكَ تقرأ، وتتسأل كيفما شئت، فيما تم عرضه عليكَ سابقًا، وما سيتم عرضه.
    تناولنا في مجموعة المقالات السابقة الحديث عن علامات الساعة في الديانات الثلاث، وكان أخر حديثنا عن أشراط الساعة الوسطى في الإسلام، اليوم سنكمل معًا رحلتنا وننتقل إلى أشراط الساعة الكبرى، وهى كما ذكرنا ليس لها علاقة بيوم القيامة سوى إنها فقط تُهيئ له، لذلك هيا بنا نُكمل السلسلة، ونعرف ما هى أشراط الساعة الكبرى.
سورة البقرة



أشراط الساعة الكُبرى
     يسبق ظهور المهدي، بعض الأحداث -الغريبة- مثل: انحسار الفرات عن جبل من ذهب، ومنها انكساف القمر في أول ليلة من رمضان، واختلاف كثير في الأرض وبين الأمم، ومنها أيضًا ظهور رجل يُقال له السُفياني من الشام، وظهور الجور والظلم؛ بحيث لا ينصف مظلوم ولا يقام في الأرض عدل وبذلك يفلت الزمام وتضطرب الحياة، ودون الإسهاب في أحداث حروب وغيرها، ننتقل إلى ظهور المهدي وصفه.
   حدثنا سيد المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم،"لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي"، رواه الامام أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضى الله عنه وهو حديث صحيح.
أخرج أبو داوود ونعيم ابن حماد والحاكم عن أبي سعيد، قال:"قال رسول الله صل الله عليه وسلم" المهدي مني أجلى الجبهة أقني الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا، ويملك سبع سنين".
وجاء في أخبار ظهور المهدي، يكون في وتر من السنوات، أي سنة فردية مثل أحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو  تسع، وأنه بعد أن تعقد له البيعة يسير جنوده في الأرض وأن السنة من سنواته كمقدار عشر سنوات، وأن سلطانه يبلغ المشرق والمغرب وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض خراب إلا يعمره وجاء في بعض الروايات الأخرى زيادة مدة على ما ذكر والزيادة تعني امتداد المدة لأجل يعلمه الله عزوجل، ويسود في عصره المحبة والأمن والعافية والطمأنينة، والسلام.

"عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله ، فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك قال من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً ، قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا". أخرجه مسلم والحاكم.

    وفي حديث أخر:" أَنَّ جَيْشًا يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ، فَإِذَا اسْتَوَوْا عَلَيْهَا نَادَى آخِرُهُمْ أَوَّلَهُمُ: ادْفَعُوا، فَخُسِفَ بِهِمْ وَبِأَمْتِعَتِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَذَرَارِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، فبذلك تكون علامة خروج المهدي.
 "حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ - فَذَكَرَ - الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ"، الحديث صحيح، النووي.

    نلاحظ أن العلامات العشر غير مرتبة في الحديث، لكن رتبها العلماء وفقًا لما ورد في الأحاديث الأخرى، فصلنا معًا بعضها، والبعض سيتم ذكره بإذن الله، فيما بعد.

الدجال
   تمنيتُ أن أكتب ذات يوم قصة خيالية، -لم أجرء حتى الآن على كتابتها- وأن أجعل البطل خارق لكل شئ، وعندما بدأت أقرء عن الدجال، كنتُ في المرحلة الابتدائية، وهناك بجوار الكتب المتراصة على الرفوف الخشبية، كُتيب صغير عليه رجل أعور يتكأ على عصاه، ومكتوب عليه بخط أحمر غليظ "القدس واليهود والدجال" بقلم الشيخ عبد الخالق حسن الشريف، كنتُ فتاة فضولية متطلعة دائمًا للمعرفة، اخذته وبدأت أقرء، لم أفهم أي شئ، غير أن هناك رجل هيأته بشرية سيصنع المعجزات، ولكنه شرير ومَنْ سيتبعه سيدخل النار لا محالة، من هنا بدأت رحلتي في البحث، لماذا هذا الرجل بالذات الذي في مقدوره أن يصنع المعجزات، وعندما كبرتُ أكثر عرفت أنه ليس الوحيد الذي يصنع المعجزات، فهناك الكثير من الأنبياء قاموه بمعجزات مماثلة لتلك التي سيقوم بها، وجاء السؤال الثاني، لماذا اليهود إذًا؟ وهذا ما سأحاول معك صديقي القارئ أن نفهمه سويَا. هيا بنا.

الكُتيب السابق ذكره


     لم يتعرض القرآن الكريم بالنص الصريح لذكر الدجال، كيأجوج ومأجوج أو الدابة وغيرهم، إلا أن ظهوره يدخل في معنى قول الله تعالى عزوجل:"فقد جاء أشراطها" ولم يتعرض القرآن لتفصيل هذه الآيات بصورة تشير إلى تعدادها وأما السنة الشريفة فلم تترك شئ لم تتحدث عنه، كما هو الحال مع المهدي.
     "ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الدَّجَّالَ الغداةَ، فخَفضَ فيهِ ورفعَ، حتَّى ظننَّا أنَّهُ في طائفةِ النَّخلِ، فلمَّا رُحنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، عَرفَ ذلِكَ فينا، فقالَ: ما شأنُكُم؟ فقُلنا: يا رسولَ اللَّهِ ذَكَرتَ الدَّجَّالَ الغداةَ، فخفَضتَ فيهِ ثمَّ رفعتَ، حتَّى ظننَّا أنَّهُ في طائفةِ النَّخلِ، قالَ: غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُني عليكُم: إن يخرُج وأَنا فيكُم فأَنا حجيجُهُ دونَكُم، وإن يخرُجُ ولستُ فيكم، فامرؤٌ حجيجُ نفسِهِ، واللَّهُ خَليفتي على كلِّ مسلمٍ، إنَّهُ شابٌّ قطَطٌ، عينُه طافية، كأنِّي أشبِّهُهُ بَعبدِ العزَّى بنِ قَطنٍ، فمَن رآهُ منكُم، فليقرَأْ علَيهِ فواتحَ سورةِ الكَهْفِ، إنَّهُ يخرُجُ مِن خلَّةٍ بينَ الشَّامِ، والعراقِ، فعاثَ يمينًا، وعاثَ شمالًا، يا عبادَ اللَّهِ اثبُتوا، قلنا: يا رسولَ اللَّهِ وما لبثُهُ في الأرضِ؟ قالَ أربعونَ يومًا، يومٌ كَسنةٍ، ويومٌ كَشَهْرٍ، ويومٌ كَجُمعةٍ، وسائرُ أيَّامِهِ كأيَّامِكُم، قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ فذلِكَ اليومُ الَّذي كسَنةٍ، تَكْفينا فيهِ صلاةُ يومٍ؟ قالَ: فاقدُروا لَهُ قدرَهُ، قالَ، قُلنا: فما إسراعُهُ في الأرضِ؟ قالَ: كالغَيثِ استَدبرتهُ الرِّيح، قالَ: فيأتي القومَ فيدعوهُم فيستَجيبونَ لَهُ، ويؤمنونَ بِهِ، فيأمرُ السَّماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرَ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتَ، وتَروحُ عليهم سارحتُهُم أطولَ ما كانت ذُرًى، وأسبغَهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومَ فيدعوهم فيردُّونَ علَيهِ قولَهُ، فينصرِفُ عنهم فيُصبحونَ مُمحِلينَ، ما بأيديهم شيءٌ، ثمَّ يمرَّ بالخَربَةِ، فيقولُ لَها: أخرِجي كُنوزَكِ فينطلقُ، فتتبعُهُ كنوزُها كيَعاسيبِ النَّحلِ، ثمَّ يَدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا، فيضربُهُ بالسَّيفِ ضربةً، فيقطعُهُ جزلتينِ، رَميةَ الغرضِ، ثمَّ يَدعوهُ، فيقبلُ يتَهَلَّلُ وجهُهُ يَضحَكُ، فبينَما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عيسى ابنَ مريمَ، فينزلُ عندَ المَنارةِ البيضاءِ، شَرقيَّ دمشقَ، بينَ مَهْرودتينِ، واضعًا كفَّيهِ على أجنحةِ ملَكَينِ، إذا طأطأَ رأسَهُ قَطرَ، وإذا رفعَهُ ينحدِرُ منهُ جُمانٌ كاللُّؤلؤِ، ولا يحلُّ لِكافرٍ يجدُ ريحَ نَفَسِهِ إلَّا ماتَ، ونفَسُهُ ينتَهي حيثُ ينتَهي طرفُهُ، فينطلقُ حتَّى يُدْرِكَهُ عندَ بابِ لُدٍّ، فيقتلُهُ، ثمَّ يأتي نبيُّ اللَّهِ عيسى، قومًا قد عصمَهُمُ اللَّهُ، فيَمسحُ وجوهَهُم، ويحدِّثُهُم بدرجاتِهِم في الجنَّةِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها، ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ، ويَهْبطُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ فلا يجِدونَ موضعَ شبرٍ إلَّا قد ملأَهُ زَهَمُهُم، ونَتنُهُم، ودماؤُهُم، فيرغَبونَ إلى اللَّهِ، فيرسلُ عليهم طيرًا كأعناقِ البُختِ، فتحمِلُهُم فتطرحُهُم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثمَّ يرسِلُ اللَّهُ علَيهِم مطرًا لا يُكِنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُهُ حتَّى يترُكَهُ كالزَّلقةِ، ثمَّ يقالُ للأرضِ: أنبِتي ثمرتَكِ، وردِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ منَ الرِّمَّانةِ، فتُشبعُهُم، ويستظلُّونَ بقِحفِها، ويبارِكُ اللَّهُ في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ اللِّقحةَ منَ الإبلِ تَكْفي الفِئامَ منَ النَّاسِ، واللِّقحةَ منَ البقرِ تَكْفي القبيلةَ، واللِّقحةَ منَ الغنمِ تَكْفي الفخِذَ، فبينما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم، فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ".
 الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه.

      سنأخذ في البداية وصف الدجال، هو رجل له شعر شديد الجعودة، أعور والعور هنا ليس كشخصية الكارتون -كورتي البعبع- بعين واحدة، لا، له عينان واحدة منهما مطفية كعنبة مجعدة -إذا صح القول هنا-، وأعرج وقصير القامة، يصنع المعجزات من أحياء الموتى وانبات الأرض وتفجير عيون الماء وشفاء المرضى، وكل تلك المعجزات قام بها المسيح عيسى عليه السلام، بالإضافة إلى أنه سيكون معه جنة ونار، وستكون جنته ناره وناره جنة، والمؤمن فقط بالله مَن سيرى كلمة كافر على جبينه، عن مدة إقامته فهم أربعون يوم، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وبقية الأيام كالأيام العادية التى نحياها، ويتكون وسيلة انتقاله شئ طائر اختلف العلماء على تحديده، هل هو طائرة أو مركبة كالمركبات الفضائية أو سيستخدم السحر وينتقل على بساط سحري، لا أحد جَزم في هذا الشأن.
     وبعد ذلك سينزل عيسى عليه السلام وستكون هذه العلامة الثالثة، من علامات الساعة الكبرى، ونزول سيدنا عيسى -عليه السلام- ثابت بنص القرآن والسنة، "واللَّهِ، لَيَنْزِلَنَّ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، ولَيَقْتُلَنَّ الخِنْزِيرَ، ولَيَضَعَنَّ الجِزْيَةَ، ولَتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها، ولَتَذْهَبَنَّ الشَّحْناءُ والتَّباغُضُ والتَّحاسُدُ، ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يَقْبَلُهُ أحَدٌ" صحيح مسلم، رواه أبي هريرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإنْ مِن أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَومَ القِيَامَةِ يَكونُ عليهم شَهِيدًا" سورة النساء.  
والمعنى: وإنْ مِن أهلِ الكتابِ مِن أحدٍ إلَّا لَيُؤمِننَّ بعيسى قبْلَ مَوتِ عيسى، وهم أهلُ الكِتابِ الَّذين يكونون في زَمانِ نُزولِه، فتكونُ الملَّةُ واحدةً وهي مِلَّةُ الإسلامِ. ويقتل سيدنا عيسى عليه السلام، الدجال في القدس.

    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية، فينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته". (عدو الله يُقصد به الدجال). الإمام النووي في شرح صحيح مسلم عند شرحه للحديث الأول 18/20

   وبهذا نكون قد أنهينا فقط ثلاث علامات من العلامات العشر الخاصة بأشراط الساعة الكبرى، لن أطيل عليكم أكثر من ذلك، أريد منكم قبل أن أنهى هذا الجزء اليوم، أن تتفكروا قليلًا بكل شئ، بهدفكَ في الحياة، بما تفعله في وقت فراغك، وبما تنوي فعله، بعلاقتكَ بمن حولكَ وقبلهم رَبَكَ، أي الفريقين اخترت أن تنتمي، فأصبح صديقي كل شئ واضح أمامك الآن، على ماذا ستربي أطفالكَ؛ لكي يكونوا جيلًا قويًا يُعتمد عليه، ماذا اخترت في خلوتكَ آخرتكَ أم دُنياكَ، أسأل الله لي ولكَ الهداية ونور البصيرة، وأعلم أن مهما كان جُرمك وذنبكَ، فباب التوبة لله دائمًا مفتوح؛ فألجأ له. سأفتقدكَ صديقي القارئ، فكل لحظة أقضيها هنا وأن أكتب لكَ، كأنني ألقاكَ أمامي، أرجو أن أكون أفدتكم اليوم ولو بالقليل، لكم مني كل الدعوات بالمزيد من العلم والمعرفة.

المصادر:
القرآن الكريم.
صحيح مسلم.
الدرر السنية، https://dorar.net/hadith/sharh/14967
أشراط الساعة الصغرى والكبرى، تأليف الشيخ علي علي محمد.
القدس واليهود والدجال، للشيخ عبد الخالق حسن الشريف.


تعليقات

  1. كلام جميل جدا واسلوب ممتاز، واحب اضيف ان ظهور الدجال هيجى بعد ما الناس تكون نسيته ومحدش بيتكلم عنه علشان كدا كتير هيتفتن به، وربنا يعفو عنا يارب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة