عيد الربيع وحكاية الخروج

 كتب: منة الله عامر

مع بداية شهر أبريل أو نيسان كما يُسمى بالسريانية، يستعد يهود العالم للاحتفال بعيد الفصح، فما هى مناسبة عيد الفصح؟ ولماذا يُعد من أهم الأعياد لديهم؟ هذا ما سنعرفه معًا....  

عيد الفصح

    يطلق عليه بالعبرية (פסח)، هو العيد الذى يحتف فيه اليهود بالخروج من مصر . يقع هذا العيد فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان، -أي شهر أبريل- ولمدة سبعة أيام. ويحتفل باليوم الأول واليوم السابع وتعتبر الأيام التي بين هذين اليومين هى باقى أيام العيد (حول هاموعيد)-بالعبرية-، ويحتفل اليهود فى باقى أنحاء العالم بأول يومين وآخر يومين.



من مسميات العيد:

-عيد الربيع

لشهر نيسان أهمية كبيرة فى التراث الإسرائيلي؛ حيث تذكر التوراة عنه "هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو لكم أول شهور السنة." سفر الخروج (12: 2).

ولقد وقع في هذا الشهر أشهر حدث فى تاريخ بني إسرائيل وهو خروجهم من مصر خروجهم من العبودية إلى الحرية، -كما يقولون-  ومثل سائر الأعياد اليهودية الأخرى فهناك علاقة وطيدة بين المفهوم القومي والتاريخي للعيد وبين أحداث الطبيعة والزراعة.  

فشهر الربيع "نيسان" يشير إلى تجدد الطبيعة، ورد ذكر اسم شهر نيسان والذى أصله من اللغة البابلية فى العهد القديم مرتين "في الشهر الأول أى شهر نيسان في السنة الثانية عشرة للملك أحشويروش كانوا يلقون فورًا أي قرعة أمام هامان من يوم إلى يوم ومن شهر إلي شهر إلى الشهر الثاني عشر أي شهر آذار"سفر أستير (3: 7)، وفي شهر نيسان في السنة العشرين لارتحشستا الملك كانت خمر أمامه فحملت الخمر وأعطيت الملك و لم أكن قبل مكمدا أمامه." سفر نحميا (2: 1)، ومن التفسيرات التى وردت لمسمي هذا الشهر "نيسان" أنه من الكلمة العبرية "نيتسان" بمعنى برعم.

 وذكر أن المعنى الأكدى للكلمة هو شهر "رجال الجيش " وذكر فيما يخص ذلك كان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك أن داود أرسل يؤاب وعبيده معه وجميع إسرائيل فاخربوا بني عمون وحاصروا ربة و أما داود فأقام في أورشليم" صموئيل الثاني (11: 1). يذكر مفسرو العهد القديم أن فصل الربيع هو الفصل المناسب لخروج الجيش وذلك لتوافر الطعام فى الحقول وخاصة للخيول.

كما يذكر بعض المفسرين أن تسمية شهر نيسان تأتي من الكلمة العبرية (نيسيم) أى المعجزات؛ لأنه شهر مناسب للمعجزات وأن اختيار الرب لهذا الشهر لخروج بنى إسرائيل من مصر لم يكن مصادفة.

-عيد الفصح

يعبر عن المعنى العام للعيد وهو معجزة الخروج من مصر وضربة الرب لأبكار المصريين وتخطيه لبني إسرائيل، وسمى بهذه التسمية عل اسم "قربان الفصح"، وهو الوصية الرئيسية فى ليلة الفصح.

*فصح مصر

أمر بنو إسرائيل بهذه الوصية أثناء وجودهم في أرض مصر، وكانت مركز الاحتفال أثناء وجودهم بأرض مصر؛ فنقرأ:" كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْت. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ". سفر الخروج (12: 3 – 11).

*فصح الأجيال

هو قربان الفصح الذى أمر بنو إسرائيل بتقديمه بعد الخروج من مصر

وذلك كل عام فى ليلة الفصح. فنقرأ:"وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً"

وتختلف أحكامه عن فصح مصر فى أمرين رئيسين: هما عدم الحاجة في وضع الدم على إطار باب البيت، وأن لا يؤكل على استعجال، أن قربان الفصح هو أساس الاحتفال العائلي بليلة الفصح.

 لم يذكر العهد القديم تفاصيل ليلة الفصح "ليل هاسيدر"(بالعبرية)؛ فنقرأ:" وَيَكُونُ حِينَ يَقُولُ لَكُمْ أَوْلاَدُكُمْ: مَا هذِهِ الْخِدْمَةُ لَكُمْ؟ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَعَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا». فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا". سفر الخروج (12: 26 -27).

بعد تدمير هيكل سليمان تم التوقف عن تقديم القرابين، ولذكرى تقديم هذه القرابين تتلى صلاة خاصة  "صلاة قربان الفصح " تصف طريقة تقديم القرابين، أما سكان القدس فيتلون هذه الصلاة فى حائط المبكى.

وسنكمل حديثنا عن الأيام السبع وما يفعله اليهود بهم...

 


المصادر:

العهد القديم.

المراجع:

الأعياد اليهودية، عمروزكريا.

تعليقات

المشاركات الشائعة