مراجعة كتاب "أنبياء العهد القديم - الأنبياء الأواخر"

 كتب: منة الله عامر

 

      ربما يبدو للقارئ غير المتخصص كتاب تقليدي، ومعتاد، وسيكرر نفس ما كرره من قبله، ولكن ما قُدم في هذا الكتاب لم يُقدم في أي عمل عن أنبياء العهد القديم وأقوالهم وظروفهم السياسية والاجتماعية في كل عصر من العصور التي عاشوا بها، لذلك فهو مختلف تمامًا عما قرأته من قبل.

غلاف النسخة المترجمة


    لقد سمح لي القدر بإن أقرء الكتاب بلغته الأصلية "العبرية"، عندما كنت أكتب رسالة الماجستير الخاصة بي، لذلك فمن الجيد أن يُترجم هذا العمل الأصيل إلى العربية، لكي يقرأه كل من المتخصص وغيره، فهو مهم وملئ بالمعلومات التي لم ترد في أي كتاب غيره.

    ألف "مِنَشَّه دُوفشاني" هذا العمل في مجلدين عام 1969، ونشرته دار "يفنه"- تل أبيب، ولد المؤلف في عام 1914 وتوفى عام 1984، وعمل معلمًا ومؤلفًا للكتب التعليمية في إسرائيل، وله عشرات المؤلفات في مختلف المجالات، وهذا العمل الذي بين أيدينا يُمثل ثمرة الأعمال وأقيمها بالنسبة لمتخصصي الديانة اليهودية وغيرهم.

غلاف النسخة الأصلية بالعبرية


     يقع الكتاب في لغته الأصلية في جزءين، كل جزء منهم مقسم حسب ترتيب الأنبياء في العهد القديم، وهو عمل شاق ورائع، أما الترجمة؛ فضم المترجم الجزئين في كتاب واحد ضخم يقع في 589 صفحة، أوجز المؤلف عصر الأنبياء الأوائل ولم يسهب به كما فعل مع الأنبياء الأواخر، ولذلك ستقرأ عنهم بإيجاز ما ورد عنهم من أقوال ونبوءات على لسانهم، ويقسم الكتاب في لغته الأصلية إلى جزئين: الجزء الأول: ستة فصول، الجزء الثاني تناول: ثمانية فصول بالإضافة إلى ملحق، وإليكم عرض بسيط للكتاب في حلته الجديدة بعد الترجمة الشيقة.

        فيدخلك الكتاب داخل سؤال شيق؟ لمن تنسب الأقوال التي وردت في العهد القديم؟ وما مفهوم النبي كما ورد ذكره في العهد القديم؛ حيث يشتمل القسم الأول من الكتاب ستة فصول، الفصل الأول، بعنوان: "الأنبياء الأوائل" ويتناول كل من: "يشوع، عصر القضاة، صموئيل، الأنبياء الذين عاشوا بين عصر صموئيل وعصر إيليا، مثل: ناثان، جاد النبي، أخيا الشيلوني، شمعيا، رجل الرب، عوديد، عزريا بن عوديد، حناني الرائي، أليعزر بن دوداواهو، ياهو بن حناني، ميخا بن يملة، النبي إيليا، أليشع. كما يشير إلى بقية الأنبياء في عصر الهيكل الأول الذين ورد ذكرهم في العهد القديم، ولم يتركوا وراءهم أسفارًا نبوية، مثل: "زكريا بن يهوياداع"، "أوريا بن شمعيا"، "يونان بن أمتاي"، "خلدة النبية"، ويختتم الفصل بعرض الاختلافات بين الأنبياء الأوائل والأنبياء الأواخر.

الفصل الثاني، عنوانه: "عاموس" ويتناول عاموس وشخصيته ومفهوم الألوهية من وجهة نظره، كما يتناول الواقع الإسرائيلي في عصره من خلال الحديث عن اختيار الرب المشروط لنبي إسرائيل، ويوم الرب ونبوءة عامو بالخلاص، إلى أخره.

الفصل الثالث، عنوانه: "هوشع" وتناول الأفكار ذاتها التي عرضها في الفصل السابق ولكن خاصة بزمن النبي هوشع وشخصيته.

الفصل الرابع "إشعياء": يتناول زمن النبي وشخصيته وتكليفه بالنبوة، وموقفه من العبادات، وتوبيخه لبني إسرائيل، إلى أخره.

الفصل الخامس "ميخا": يتناول زمن ميخا وشخصيته، وتوبيخه الاجتماعي خاصة لزعماء الشعب والقضاة والكهنة وتصويره للخراب والدمار الذي سيحل بالسامرة ومدن يهوذا، إلى أخره.

الفصل السادس "إرميا" يتناول أصل إرميا وموطنه، ومفهومه للألوهية والعبادات، وتكليفه بالنبوة ونبوءات المواساة وعلاقته بالأنبياء الكذبة، والعلاقة الخاصة بين الرب وإسرائيل، وتناول العديد من الأحداث التاريخية التي دارت في هذه الفترة الزمنية، من إصلاحيات يهوياكين وصدقيا ونفي يهوياكين، وفترة حكم جدليا، ويعقد هذا الفصل مقارنة بين "إرميا وهوشع".

      ثم ينتقل المؤلف في القسم الثاني من الكتاب إلى الحديث عن بقية الأنبياء، فأشتمل هذا القسم الفصل السابع حتى الفصل الرابع عشر؛ حيث بدء في الفصل السابع: بالنبي حزقيال ثم الفصل الثامن إشعياء الثان (40 – 60)، فتكلم أيضًا في الأفكار ذاتها نشأة النبي وظروفه ونبوءاته الخلاصية لبني إسرائيل، قم الفصل التاسع: "ناحوم وعوبديا"، والفصل العاشر "حبقوق"، الفصل الحادي عشر "يوئيل وصفنيا"، الفصل الثاني "حجى وزكريا"، الفصل الثالث عشر"ملاخي".

أما الفصل الأخير فتناول فيه تناول فيه أسس الرئيسية للنبوة، وختم المؤلف بملحق عن إشعياء ويونان؛ حيث تناول أهم الحقائق في سفر يونان، واستعرض الأفكار الأساسية في فلسفة الأنبياء، فقسمهم على مستويين، المستوى الأول: مفهوم الأوهية، المستوى الثاني: مستوى الإنسان، وتحدث عن "ميخا بن يملة" الذي يعتبره حلقة وصل بين الأنبياء الأوائل والأنبياء الأواخر، وانتهى بملحق عن رؤيا عاموس الخمس، وتقسميها والفرق بينها وزمن هذه الرؤى ومضمونها ورمزيتها.   

     يفرق المؤلف بين طيات الكتاب بين الأنبياء وبين الأنبياء الكذبة والعرافين والكهنة والرائيين والحالمين والسحرة وغيرهم، فكانت مهمة الأنبياء الأواخر هو أن يعيدوا بني إسرائيل إلى طريق الرب، لكثرة معاصيهم وخطاياهم المستمرة.

     وفي ختامي في هذا العرض البسيط، أشكر أستاذ عمرو زكريا على اختياراته المتميزة دومًا في الترجمة؛ حيث ترجم العديد من الكتب العبرية إلى اللغة العربية التي أثرت المكتبة المترجمة في مصر والوطن العربي أجمع، وأتمنى للمترجم المزيد من التراجم المتميزة في القريب العاجل، وهذا الكتاب مهم لكل باحث ولكل قارئ لديه شغف المعرفة في شتى المجالات، فهو ممتع وشيق وملئ بالمعلومات الغزيرة. 


متوفر الكتاب ورقيًا: في مكتبة أكاديمية آفاق، سعره 100ج

ويتوفر أيضًا الشراء من على أمازون 

https://www.amazon.com/-/es/%D9%85%D9%86%D8%B4%D9%87-%D8%AF%D9%88%D9%81%D8%B4%D8%A7%D9%86%D9%8A-ebook/dp/B095YYK9CD

ويمكنك تحميله أيضًا من هنا: 

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%AE%D8%B1-pdf

تعليقات

  1. أشكرك الأستاذة الفاضلة منة الله عامر على العرض الشيق للكتاب وأرجو لكم التوفيق والنجاح.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة