الصوم فى اليهودية
كتب: منة الله عامر
شريعة الصوم غامضة في العهد القديم، فى بداية الأمر
الصوم كان إمتناع عن الطعام والشراب وأيضًا صاحب ذلك، واجتناب النساء، والصمت وعدم
الكلام أو القيام بأي عمل في بعض المناسبات.
كما كان الصوم تعبيرًا عن الحزن والحداد عند موت الأقارب،
أو عند وقوع الكوارث الطبيعية وأوقات الخطر، أو عند استدرار عطف الرب أو طلب نزول المطر.
والصوم إما فردى أو جماعى كوسيلة للتوسل إلى الرب لمنع
كارثة عامة كما ورد فى سفر الملوك الأول، أو كنوع من طلب المغفرة والعفو كما ذُكر
فى المزامير، أو شكرًا للرب كما فى سفر دانيال.
ولم تكن هناك
أيام محددة للصيام إلا يوم الغفران، وبعد الغزو البابلى تم تحديد أربعة أيام للصوم
الجماعي ترتبط جميعها بذكرى خرابه، وقد ذُكرت في سفر "زكريا".
وبالإضافة إلى
تلك الأيام كان هناك صوم التاسع من آب أي شهر أغسطس، ومناسبته خراب الهيكل الثاني
(135م) الذي تشير المصادر إنه كان في ذلك اليوم.
ولم يكن الصيام فريضة فى أسفار العهد القديم،
بل أصبحت كذلك فى التلمود والمشنا، وفرض على الرجال والنساء، وتعتبر هذه الكتب
الصوم تكفيرًا للذنب أو طلب الغفران أو منعًا لخطر متوقع يرجو الصائم درءه، ويُعفى
الأطفال الصغار والمرضى والحامل والمرضعات من الصيام، ويحرم فى الصيام أى ملذات
وأى عمل، ويكون الصيام يومًا أو ثلاثة أو سبعة أيام متتالية ويمنع الصوم فى أيام
الجمع والسبت وفى أول شهر قمرى إلا فى بعض الأحوال وقد اعتاد بعض الأفراد أن
يصوموا كل يوم إثنين وخميس بعد خراب المعبد، ولا تلزم اليهودية استمرار الصيام
يومًا كاملًا بل يمكن أن يصوم بضع ساعات، ويمكن أن يكون الصوك غير تام، بمعنى أن
يمتنع الصائم عن أكل اللحوم وشرب النبيذ والتطيب بالروائح والتمتع بالزينة.
ويقرر التلمود أن دراسة التوراة أفضل من الصوم، لذا فيرخص للعالم ألا يصوم حتى يتفرغ للدراسة وفى العصور الحديثة يصوم معظم اليهود يومين، يوم عيد الغفران ويوم 9 آب أو 9 أغسطس.
ويمكن تقسيم أيام صيام
اليهود إلى ثلاثة أقسام:
1-
أيام لذكرى حوادث العهد القديم.
2-
أيام قررها الفقهاء اليهود.
3- أيام صيام فردية.
فالقسم
الأول يضم:
-يوم
الغفران حسب ما ورد فى سفر اللاويين والعدد، وهذا هو اليوم الوحيد الذى ذكر كيوم
صيام فى التوراة.
- 9 آب
بمناسبة خراب الهيكل الأول والثانى كما ورد فى سفر إرميا.
- 17 تموز
كذكرى لاقتحام البابليين أسوار أورشليم ويوم دمار تيتوس للمعبد والمصائب التى حلت
على اليهود.
- 10 طيبث
ذكرى دخول نبوخذ نصر ملك بابل، حسب ما ورد فى سفر الملوك الثانى، وإرميا وحزقيال.
- 3 تشرى
صوم جداليا بمناسبة مقتل جداليا ومساعديه، الملوك الثانى، وأرميا.
-3 أزار
صيام استير هو اليوم السابق لعيد البوريم.
ويكون
الصيام كاملًا فى يوم الغفران ويوم 9 آب بإمتناع تام عن الطعام والشراب من غروب
الشمس، ويمكن أن يؤجل الصيام إلى اليوم التالى إذا تصادف أن كان يوم الصيام يوم
السبت إلا إذا كان الصيام، بمناسبة يوم الغفران فيصام فى وقته ولو كان اليوم يوم
سبت.
القسم
الثانى:
ما قرره
الفقهاء:
-الأيام
العشرة (مابين رأس السنة ويوم الغفران).
-أكبر عدد
من أيام شهر أيلول.
-يوم الخميس
الأول والإثنين الثانى بعد عيد الفصح وعيد السكوت، وكان هذا الصيام للتكفير عن
ذنوب يحتمل أن ارتكبت دون عمد.
- ثمانية
أيام خميس متتالية من السنة الكبيسة ويسمى: shovavim
tat>
- أيام خلال
الثلاثة أسابيع بين 17 تموز، 9 آب.
- آزار
ويقال أن هذا هو اليوم الذى توفى فيه موسى عليه السلام
- يوم
الغفران الصغير أخر يوم من كل شهر.
- اليوم
السابق لعيد الفصح، ويصوم فى هذا اليوم الولد البكر فى كل عائلة كذكرى لنجاة
الأولاد البكر اليهود فى مصر عن إنزال الرب الضربة العاشرة كما ورد فى ذكر الخروج.
- أيام أخرى إذا تصادف اليوم ذكرى مأساة حلت على اليهود فى تاريخهم الطويل.
القسم
الثالث:
-
يوم ذكرى وفاة الوالدين ويوم وفاة الأستاذ الذى علم
الشخص.
- يصوم العريس والعروس يوم
الزفاف حتى وقت الاحتفال إلا إذا كان اليوم يوافق أول شهر.
- إذا شاهد المرء سقوط نسخة
من التوراة على الأرض فعليه/ صيام يوم.
-
كان القضاة يصومون يومًا عند حكمهم بالإعدام.
-
إذا أراد الشخص أن يتفادى أحلامًا مزعجة.
وكان البوق (الشوفار) هو وسيلة الإعلان عن الصوم، فقد ورد في أماكن عدة أن البوق هو أهم وسائل إعلام الناس عن بدء الصوم وانتهائه.
وبهذا تكون انتهت رحلتنا التي حاولت بها أن أبسط على قدر استطاعتي ما بها من معلومات، وأرجو من الله أن أكون قد أضفت لكم، معلومة جديدة اليوم، "فمَنْ قَضَى يومه في غير فرض أداه، أو علم اكتسبه، أو مجد حصله، فقد عق يومه وظلم نفسه" -علي بن أبي طالب-، فلكم مني المزيد من الدعوات بالعلم والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق