الشعوذة والطاقة

كتب: منة الله عامر

      الإنسان يشتهي السرعة، أن يحدث ما يريد في لمح البصر، يكره الانتظار، ولا يقوى على الصبر إلا القليل، "خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ" – "وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا" ، لذلك يهرع منهم لبعض العوامل الخارجية التي ستنقذه، ربما ستشفيه من مرض وربما تحسن من حالته ووضعه، فيظهر على السطح ما يسمى "العلاج بالطاقة" ويلجأ لمثل هذه الأمور "الطبقة العليا" من المجتمع؛ حيث غياب الدين وانتشار المادة والحاجة لملئ الفراغ الداخلي والخواء الذي يشعروا به، ثم ينتشر السحر والأعمال والشعوذة بين الطبقات الدُنيا من المجتمع؛ حيث انتشار الجهل وقلة المعرفة والحاجة أيضًا، الحاجة للمال والحاجة للإنجاب والحاجة لكل الغرائز البشرية التي تحركنا، وكلتا الطبقتين يريدون الأمور أن تتحسن وأن يشفوا وأن يغتنوا، نفس الأهداف ونفس الوسيلة ولكن كلا منهم لقبها بطريقته، وحسب طبقته أيضًا... السؤال هنا هل هناك فعلًا علاج بالطاقة؟ وما الطاقة التي يعالجوا بها! ومن أين تأتي؟ وكيف؟




 ما الطاقة التي يتحدثوا عنها؟ 

     الكائنات التي لا نراها سواء من الملائكة والجن والشياطين، هم طاقة، الملائكة طاقة الخير والسلام والراحة والهدوء ولن تستطيع أن تمتلك تلك الأحاسيس إلا عندما تقترب من الله عزوجل، وتتبع دين الإسلام –" قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ "، إذا أنتَ لا يمكنك التواصل من الأساس بالملائكة، ولا يوجد ما يسمى التواصل مع أرواح الأجداد! فهذا هُراء، عند الموت لا يمكن لأي شخص أن يتواصل مع أرواح أي شخص توفى، فالأرواح عند الله، يمكن أن تحلم بشخص متوفى صحيح ولكن ليس بإرادتك أنتَ، فهم عندما يريدون أن يتواصلوا معك سيأتون إليك، ولكن لا يمكنك أنتَ أن تتواصل معهم كيفما شئت، فهو ليس سبيل تدخل وتخرج على هواكَ!

     إذا سيبقى لدينا شيء وحيد يمكنك عندما تتخلى عن دينك وعن صلتك بربك، يمكنك بسهولة أن تتواصل معهم، هم الجن والشياطين، إذا أي شخص يقول لك الطاقة، فتأكد إنها طاقة شيطانية، فهو يتواصل مع كائنات من نار، جن وشياطين وليس أرواح أجداد القدماء المصرين وليس أرواح أجدادك، عزيزي الذي يجري وراء الهراء، ولا يعمل عقله! إذا الطاقة التي يعالجوا بها، هي طاقة الجن والشياطين، كما يفعل الدجالون والسحرة وأقران إبليس واتباعه في الأرض، إذا هذا ليس من أساس الدين في شيء ومَنْ يتبعهم فهو مشرك بالله، أدخل قوى غير قوة الله لتساعدوا، ومن فعل مثلهم فقد ضل عن دين الله... يحدثك الله في كتابه العظيم ويقول لك: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" ، اقرء عزيزي القارئ القرآن وتدبر واقترب من الله عزوجل ينجيك من الفتن والدجل والخرافات التي ألبسوها اليوم لباس أنيق يُسمى الطاقة! وما إلى ذلك، الله الوحيد القادر أن ينجيك، وليس مُعالج وليس دجال وليس ساحر، اتقوا الله ما استطعتم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يقول لكَ الله في موضع أخر " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ، "وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا" . 

    وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِيْنِ ، فلا شافي غير الله عزوجل، ولا مُنجي غيره، فلا تذهب مع آشياء لن تنفعك، بل ستضرك أكثر وأكثر، وهى باطلة في الأصل... اقرء كتابك واتقرب من ربك وتدبر، ولا تتبع سبيل المضلين... عزيزي القارئ لا يوجد علاج بالطاقة، ولا يوجد طاقة سلبية سوى بالابتعاد عن الخالق عزوجل، والخروج عن الطريق المستقيم، وهذا كفيل بإن يجلب لك الهم والغم والحزن والبؤس، ولن تساعدك -الآلهة كلها- (كما يدعون) على أن تكون سعيدًا مهما كررت بعض الجمل المعينة في أوقات معينة لكي تجلب لك المال والسعادة والشفاء، ولن تساعدك جلسات التأمل العميقة في شيء. الطريق إلى الله هو الطريق الوحيد الذي سينقذك وينجيك، فكر واعمل عقلك واقرء "القرآن الكريم"، ولا تتبع المضلين وادع أن ينجيك الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. 


المصادر
 القرآن الكريم.

تعليقات

المشاركات الشائعة