شال الصلاة اليهودي، طاليت טלית
شال الصلاة اليهودي، طاليت טלית
من أشهر الرموز الدينية اليهودية، هو شال الصلاة
الطاليت، وهو شال مربع له أهداب ملونة بلونين الأزرق والأبيض، وتسمى
"صيصيت"، يرجع وصيته إلى سفر التثنية: (22: 12)
"اصنعوا أهدابًا مجدولة على أربعة أطراف الأثواب
التي تتغطون بها".
وأي مخالفة لشروط الرداء كأن يكون مثلثًا أو مستديرًا تجعله مرفوضًا وغير
صالح لينال صاحبه جزاء إقامة الوصيّة (منحوت 43: 2). ويباح الزيادة في عدد الأطراف
كأن تكون خمسة، دون النقص؛ ولذلك يحرص المتدينون على أن يكون شال الصلاة "الطلّيت:
טלית" ذا أهداب أربعة وأن يكون بأطرافه شراشيب من
خيوط لامعة باللونين الأبيض والأزرق؛ لكي يمكن تمييز هذين اللونين كعلامة على بزوغ
الفجر وحلول موعد الصلاة.
وقد أشرنا عند حديثنا عن قواعد وأحكام دفن
الموتى إلى أن المعتاد أن يُكفّن اليهودي بعد موته، بشال الصلاة هذا تبركًا به ودليلًا
على حرصه على تنفيذ الوصايا وطمعًا في نيل جزاء ذلك من الرب.
ووصيّة الأهداب، بحسب الشريعة، تلزم الصبي
اليهودي عند وصوله سن البلوغ، ثلاث عشرة سنة (بَر متسفا - مُكَلّف/ابن الوصيَّة)، أن
يرتديه منذ ذلك الوقت.
إذن وظيفة هذه الجدائل ذات اللونين الأزرق
والأبيض في أهداب أي ثوب مربّع، طبقًا لوصيّة التوراة، هي الاسترشاد بها على دخول صلاة
الصبح أو ما تسمّى شِحرِيْت بالعبرية، وهي فترة السَحَر باللغة العربية.
أضاف الحكماء إلى ذلك أن اللون الأزرق (المسمّى
بالعبرية تِخِلِت תכלת وليس كاحول כחול)، هو التذكير بمشهد البحر، والسماء، ومن ثم
"كرسيّ العرش" الذي يجلس عليه الرب، وبذلك يحافظ على نفسه من ارتكاب المعاصي.
اتّخذت الأهداب أيضًا كرمز على شخصية اليهودي
المنتسب لمن يقال إنهم "شعب إسرائيل" -حسب التوراة - وحين يتطلع إليها يتذكر
الرب.
ويؤكد دكتور سامي الإمام رحمه الله، أن
من مجموع الفتاوى الحاخامية والآراء يُستدل أن جميع أنواع الأنسجة تستوجب وصيّة الأهداب.
ومن الجدير بالذكر أن للأهداب وشراشيبها،
مقاييس معينة، وطرق جدل محددة يجب السير عليها، ولها متخصصون في عملها والقيام بها
وبشروط تجب مراعاتها.
ولا تجب وصية الأهداب على النساء، ومع ذلك
ظهرت جماعات من النساء (النسويات اليهوديهات) مما يسمّى بالتيار الإصلاحي (التقدمي،
الليبرالي، الحرّ)، يستخدمن شال الصلاة ويلتزمن بوصية الأهداب والصلاة عند الحائط.
د. سامي الإمام، رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق