إعداد وكتابة
منة الله عامر
بين طيات صفحات الكتاب المقدس اليهودي الأولى، يظهر صدى
الصحراء العربية جليًا متمثلًا في اسم الرب السري "يَهْوَهَ"، فمِنْ أين
أتى الاسم "يَهْوَهَ"، وما أصل حكايته؟
حكاية اسم الرب الجديد
في سفر الخروج الإصحاح السادس من التناخ (التناخ هي الكلمة العبرية
للعهد القديم واختصار لأقسامه الثلاثة بالعبرية التوراة والأنبياء والمكتوبات)، فنجد
أن الرب يُكلم موسى -عليه السلام- مُعلنًا إنه "أنا
يَهْوَهَ" - "וַיְדַבֵּ֥ר אֱלֹהִ֖ים אֶל־מֹשֶׁ֑ה וַיֹּ֥אמֶר אֵלָ֖יו
אֲנִ֥י יְהֹוָֽה"، فوفقًا لسفر الخروج،
قبل فترة النبي موسى كان الرب يُعرف باسم "إيل شداي" أو "إيل"
أو "إلوهيم" وكلهم بمعنى الرب فقط، لكن يَهْوَهَ مختلف.
فتبدأ حكاية الاسم الجديد للرب مع موسى عليه السلام،
عندما قتل موسى أحد المصريين، وهرب إلى مدين، وهناك التقى بكاهن مدين "رعوئيل
أو يثرون" وتزوج إحدى بناته وهى "صفورة"، كما تَذُكر التوراة لنا،
ومن هنا تبدأ حكاية اسم إله بني إسرائيل الجديد، عندما تجلى الرب له وتكلم معه في
عدة مواضع من السفر، فنقرأ أولًا: في سفر الخروج الإصحاح الثالث حكاية التجلي
الأول لموسى، "وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ
كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ
الرب حُورِيب، وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ
مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ، فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ،
وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ، فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا
الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ، لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟"
ثم تكلم الرب معه مُعلنًا نفسه له، "نَادَاهُ الرب مِنْ
وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!» فَقَالَ: أنا يَهْوَهَ، (אֲנִ֣י
יְהֹוָה֒) فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا، اخْلَعْ حِذَاءَكَ
مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ،
ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ
يَعْقُوبَ".
بينما نجد في
موضع أخر في السفر ذاته، في الإصحاح السادس، "أَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي إيل شداي، وَأَمَّا بِاسْمِي
«يَهْوَهَ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ" – "וָאֵרָ֗א אֶל־אַבְרָהָ֛ם
אֶל־יִצְחָ֥ק וְאֶֽל־יַעֲקֹ֖ב בְּאֵ֣ל שַׁדָּ֑י וּשְׁמִ֣י יְהֹוָ֔ה לֹ֥א נוֹדַ֖עְתִּי לָהֶֽם".
يوضح لنا البروفسور "إسرائيل
كنوهل" أستاذ الدراسات
الكتابية في الجامعة العبرية بالقدس، في بحثًا له بعنوان (איך נולד התנ"ך – كيف تكون التناخ -العهد القديم-)، أن الاسم "يَهْوَهَ"
معروف في الدراسات العلمية باسم "رباعي الحروف"، باليونانية Τετραγράμματο – تتراجراماتون، وله أهمية كبيرة، ويمثل حقبة
جديدة في تاريخ بني إسرائيل القديم، لكن لا يقدم أي تفسير لمعناه، لذلك بحث في
مكان أخر عن أصل هذا الاسم.
ومرة أخرى في
سفر الخروج الإصحاح 3 فقرة 13 يسأل موسى الرب عن اسمه فيقول له: "וַיֹּ֨אמֶר מֹשֶׁ֜ה
אֶל־הָֽאֱלֹהִ֗ים הִנֵּ֨ה אָנֹכִ֣י בָא֮ אֶל־בְּנֵ֣י יִשְׂרָאֵל֒ וְאָמַרְתִּ֣י לָהֶ֔ם
אֱלֹהֵ֥י אֲבוֹתֵיכֶ֖ם שְׁלָחַ֣נִי אֲלֵיכֶ֑ם וְאָֽמְרוּ־לִ֣י מַה־שְּׁמ֔וֹ מָ֥ה אֹמַ֖ר
אֲלֵהֶֽם - فَقَالَ مُوسَى لرب: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي:
مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟" ويكمل "וַיֹּ֤אמֶר אֱלֹהִים֙
אֶל־מֹשֶׁ֔ה אֶֽהְיֶ֖ה אֲשֶׁ֣ר אֶֽהְיֶ֑ה וַיֹּ֗אמֶר כֹּ֤ה תֹאמַר֙ לִבְנֵ֣י יִשְׂרָאֵ֔ל אֶֽהְיֶ֖ה שְׁלָחַ֥נִי אֲלֵיכֶֽם - فَقَالَ الرب
لِمُوسَى: "أنا الذي أكون أو أنا هو الكائن"، وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: هو الذي كائن أو أهيه"
أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ".
يحلل لنا البروفسور "جيمس دايموند" أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة وترلو بكندا،
في مقالة علمية تحت اسم "YHWH:
The God that Is vs. the God that Becomes"، أن اسم الرب אֶֽהְיֶ֖ה بمعنى أنا هو،
تشبه إلى حد كبير كلمة "يَهْوَهَ"، وهى تلاعب بالألفاظ موضحة أن اسم يَهْوَهَ
يعني "سيكون أو الكائن"، وهكذا يكمل الاشتقاق الضمني للجذر الأصلي
العبري "ה – ו – י" - "هاء – واو – ياء"، بمعنى الكينونة.
بينما يوضح لنا الدكتور الحاخام "زيف فاربير"، باحث في الدراسات اليهودية في معهد "شالوم
هارتمان" بالقدس المحتلة،
في مقالة علمية له بعنوان "Documentary
Hypothesis: The Revelation of YHWH’s Name Continues to Enlighten"، بإن الرب وكما هو واضح من فقرات سفر
الخروج أعلن لموسى لأول مرة اسمه السري، ولكن من الغريب أن اسم "يَهْوَهَ"
ظهر قبل موسى في عدة مواضع أخرى في العهد القديم؛ فنجد عندما أطلقت حواء
اسم قابيل على ابنها (4: 1)، فإنها فعلت ذلك للتعبير عن أنها "خلقت إنسانًا مع
يَهْوَهَ"، وبدأ الناس ينادون (أو يستخدمون) اسم يَهْوَهَ، فدعا إبراهيم اسم
يَهْوَهَ عدة مرات (12: 8، 13: 4، 21: 33)، وكذلك فعل إسحاق (26: 25، 27: 7، 27:
27)، ونجد العديد من الأمثلة على استخدامه قبل موسى بقرون.
ثم يضع فرضيات ليفسر
هذا التناقض فيقول على سبيل المثال، تفسير الحاخام ابن عزرا وهو أشهر مفسرين العهد
القديم في العصور الوسطى الإسلامية، بإن مع موسى الأمر مختلف فسيستخدم الرب معه
اسم "يَهْوَهَ" فقط وليس أي اسم أخر، وسيشهد حدوث معجزة على يد هذا
الإله الجديد.
جبل الرب حوريب ومَدين
في الإصحاحات
السابق ذكرها من سفر الخروج، فإن المكان الذي تجلي الرب لموسى به، هو جبل حوريب،
وهو ليس في سيناء ولا فلسطين، فأين هو؟
إذا افترضنا أن
المنطقة التي وصفها بطليموس في كتابه "جغرافية" بأنها مدين، هي
نفس المنطقة التي ذكرها العهد القديم، وهو افتراض يمكن دعمه من خلال الصلة
الكتابية بين مدين وإسماعيل -عليه السلام-، فيمكننا تفكيك الحكاية؛ لنفهم أصل
الاسم يَهْوَهَ.
يوضح لنا كُلًا
من البروفسور "ايرز
بن يوسف" أستاذ علم الآثار التوراتي وحضارات الشرق الأدنى القديم في
جامعة تل أبيب بالقدس المحتلة، ودكتور "أرون جرينر" أستاذ
علم الآثار التوراتية في معهد زيمان بالقدس المحتلة، في مقالتهم العلمية بعنوان
"Edom’s Copper Mines in Timna: Their Significance in
the 10th Century"، وفقًا لما ورد في سفر التكوين (4: 22)، فإن هناك مجموعة
شبه بدوية كانوا يتميزون بصنع النحاس والبرونز والفخار المميز والملون، المزخرف
بطيور النعام، في شمال شرق المنطقة التي أطلق عليها بطليموس "مدين"، وهي
منطقة عُرفت بواحة "قوريا"، وتم العثور على أدلة لبصمات هذه الثقافة في
مناطق أخرى لصهر النحاس، ولكن لا توجد أماكن للنحاس في منطقة "قوريا"،
فكان هناك جيوب لتلك القبائل في أماكن تواجد النحاس والبرونز، وكان يُرسل إلى أهل
الواحة لخبرتهم في صهر المعادن، وهم المديانين، ومن أماكن تواجدهم سيناء، وشبة
الجزيرة العربية وتيمنا وفينان.
بينما زعم عالم
الآثار التوراتي الإسرائيلي "عوزي أفنر" وهو باحث
في مركز علوم البحر
الميت وعُربة، (عُربة هي واحة بالقرب من خليج العقبة -إيلات-)، في
بحثه بعنوان
“Egyptian Timna – Reconsidered,” in Understanding the Wilderness”
أن المديانيين
جُلبوا كمتخصصين في النحاس النقي، ليعملوا عند المصريين القدماء خلال هذه الفترة
التاريخية، وعملوا أيضًا مع القبائل البدوية "الشاسو".
فيعود
المديانيون إلى قبائل بدوية موطنهم الأصلي شبة الجزيرة العربية، وهم من نسل
إبراهيم -عليه السلام-، ويربطهم سفر القضاة على وجه الخصوص بإسماعيل -عليه
السلام-، وفقًا لما ورد في سفر القضاة (8: 24)، ويوضح لنا البروفسور "إسرائيل
كوهيل" العلاقة بين المديانيين وإسماعيل ونسله، فعلى سبيل المثال: يحمل حِمو
موسى اسم "يثرو – يثر"، وهو نفس اسم صهر أخت داود -عليه السلام-
"أبيجال"، كما ذُكر في سفر أخبار الأيام الأول (2: 17).
ولم يكونوا فقط
أصحاب حرفة صهر النحاس، بل عملوا بالتجارة، خاصة تجارة التوابل، وكانت لهم قوافل
تسافر لمصر وبلاد الشام، ومنهم ما ذكر في حكاية يوسف، القافلة التي وجدت يوسف
-عليه السلام- في البئر وذهبت به إلى مصر، فكانت قبيلة مديانية أيضًا.
فباختصار شديد،
كان المديانيون قبيلة عربية من نسل إبراهيم من زوجته قطورة، تمركزوا في شمال شرق
شبة الجزيرة العربية، وكانت لهم جيوب تعيش في غرب شبة جزيرة سيناء، وجنوب شرق
الأردن، والعُربة (جنوب شرق صحراء النقب)، وسيناء، ومن هنا يتضح أن أيًا كان
المكان الذي كان يرعى به موسى الغنم، فإنه كان وسط قبائل مدين ذات الجيوب المنتشرة
والتي كان منتشر بينهم إله قديم يُسمى "يَهْوَهَ".
مَوطن اسم الرب يَهْوَهَ
تشير الأدلة
التوراتية إلى أن يَهْوَهَ يأتي من الجنوب الشرقي، إما من تلال أدوم أو من الجنوب
من مدين وما ورائها، ويتجلى هذا بوضوح في ثلاث أناشيد توراتية قديمة:
نشيد موسى في
سفر التثنية (33 – 2): "فَقَالَ: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ
مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ".
نشيد دبورا في
سفر القضاة (5: 4): "يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سِعِيرَ، بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ
أَدُومَ، الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ".
نشيد حبقوق في
سفر حبقوق (3: 3): "اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ...
رَجَفَتْ شُقَقُ أَرْضِ مِدْيَانَ".
تبدأ كل ترتيلة
من تلك الترتيلات بصورة الرب قادمًا من موطنه في الجنوب، بل أن نشيد حبقوق يصف كيف
تهتز أرض مديان، عندما يدوس الرب الأرض في طريقه إلى شعبه (يُقصد به بنو إسرائيل).
وهذا يتوافق مع
حكاية موسى وشجرة العليقة والنار، فكان يرعى قطعان حَميه المدياني، بالقرب من
البتراء حاليًا؛ (وهذا وفقًا للمعتقد اليهودي)، حيث وجد بعض الأدلة الأثرية على
تواجد جماعة من حضارة القريا بالقرب من أدوم[1]، وفقًا
لما وضحه بروفسور "إسرائيل كوهيل" في بحثه بعنوان "Hovav the Midianite: Why Was the End of the Story Cut?
إذا أتى الإله
من أرضًا عربيًا، فماذا عن اسمه وكيف تحور؟
الأصل العربي
للاسم الرب
في عام 1956
اقترح الباحث "شلومو دوف جوتين" وهو
أستاذ في الدراسات الجنيزا واليهودية والإسلامية في العصور الوسطى، في جامعة
برنكستون بالولايات المتحدة، في كتابه "A Mediterranean society : the Jewish communities of the Arab world as
portrayed in the documents of the Cairo Geniza"، أن
الكلمة أتت من الجذر العربي "هوى" وكلمة "هوايا" التي تعني
"حب، شغف، رغبة، عاطفة"، وربط هذا بما ورد في سفر الخروج (34 – 14)،
فنقرأ: "فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ،
إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ"، "כִּ֛י לֹ֥א תִֽשְׁתַּחֲוֶ֖ה
לְאֵ֣ל אַחֵ֑ר כִּ֤י יְהֹוָה֙ קַנָּ֣א שְׁמ֔וֹ אֵ֥ל
קַנָּ֖א הֽוּא".
وتلك الفقرة هي
من ضمن الوصايا العشر الموجودة في سفر الخروج، والتي تنص على عدم عبادة آلة أخرى
غير "يَهْوَهَ"، ويقترح "جوتين" أن يَهْوَهَ لقب نفسه بإله
غيور، وهذا الاسم مُشتق من لهجة عربية بدائية انتشرت في تلك الفترة، ويعكس هذا
اللقب العلاقة التي بين الرب وعباده، فهي علاقة حب، يغضب بها الرب إذا خانوه عبيده
بعبادة إله أخر، ووفقًا لجوتين فإن هذه العلاقة الحصرية التي ظهرت بين الرب وبني
إسرائيل باسمه الجديد "يَهْوَهَ"، هي نتيجة إلى ظهوره كإله بين القبائل
العربية البدوية قبل تجليه لموسى، ثم بعد ذلك أخذ شكله الجديد على يد بني إسرائيل.
بينما يؤكد لنا
البروفسور "إسرائيل كوهيل" في بحثه سابق الذكر، بإن زواج موسى من امرأة
مديانية هي حكاية أصيلة، إذا فلماذا اختلق بنو إسرائيل حكاية زواج زعيمهم من امرأة
ليست عبرانية، فهو لم يجد زوجته بين المديانين فحسب، بل وجد إلهه هناك أيضًا، ورغم
ذلك تحاول فقرات التوراة أن تخفف من حدة هذا الأمر أو خفاؤه، ولكن القوة الكاملة
للناموس المُتجلي لموسى في مدين، هو نفسه الإله العربي البدائي "يَهْوَهَ"،
إله شغوف ينتظر حُبًا خالصًا؛ كإله جديد لنبي إسرائيل.
[1] مملكة قديمة شرقي نهر الأردن بين موآب في الشمال الشرقي ووادي عربة إلى
الغرب وصحراء شبه الجزيرة العربية إلى الجنوب والشرق حتى خليج العقبة في الجنوب. تقع
معظم أراضيها السابقة حاليًا في الأردن وفلسطين المحتلة.
.png)

تعليقات
إرسال تعليق