حامل الضياء والمتنورين - التنويرين ד
كتب: منة الله عامر
الهدف
الذي مازلنا نعمل من أجله منذ ثلاثة آلاف عام؛ قد أصبح في متناول أيدينا الآن...(من
خطاب الحاخام عمانويل رابينوفيتش أمام المؤتمر الاستثنائي للجنة الطوارئ لحاخامي
آوروبا، عقد في 12 كانون الثاني
1952
هل تعرف نظرية المؤامرة، بالطبع سمعت
عنها كثيرًا بالسنوات القليلة الماضية، ولكن ما حقيقتها! أهل هى محض كلماتٍ فارغة
أم ربما هي حقيقة!
لن أسبق الأحداث وأمنحك الحُكم أو
أجعلك تصدق شيء ليس بحقيقي، وربما هو محض أكذوبة، ولكن كل ما سأقوم به، أن أضع
أمامكَ بعض المعلومات وأنتَ في النهاية من يُقرر الحكم... فلنبدأ...
منذ سنوات عديدة، قامت مجموعة من
الشباب بعمل فيلم وثائقي على اليوتيوب باسم القادمون، في الحقيقة لا أعلم مدى صحة الكثير
مما وردَ به ولكن هناك بعض الحقائق به والتي تأكدتُ من صحتها من خلال مجموعة من
الكتب الموثوق بها والتي وجدت بها الكثير من الأشياء المشتركة التى عرضت بالفيلم
الوثائقي، سأعرض هنا جزء منها ولك الحكم في النهاية.
خلاصة الفيلم الوثائقي، أن هناك مجموعة
من البشر لا تنتمي إلى أي دين، ولكن يتخذون من اليهودية شكلًا خارجيًا لهم، وفي
الباطن يعبدون الشيطان، نعم الشيطان هل تتذكر عُباد الشيطان في المقال السابق هم
كذلك، ولكن لهم هدف أخر يحركهم به الشيطان أو أبليس وهو السيطرة على العالم، من
خلال الاعلام ونشر الفساد والعربدة والفسق، وهدم أي معتقد سليم لأي دين، ونشر كل
أنواع الفجوروالآثام التي تأتي على ذهنك الآن وأنتَ تقرأ هذه الكلمات، وكل هذا تحت
شعار الحرية، وتمسى هذه المجموعة من البشر الماسونيين أو البنائين الأحرار أو
النورانيين أوالمتنورين نسبة إلى حامل الضياء وهو إبليس.
أسمع الآن مَنْ يقول بأن ليس هناك شيء يسمى
الماسونية، الوثيقة الأتية ستجزم بإن هناك حركة فكرية تسمى
الماسونية، الصور من
داخل قصر عابدين، أعتذر عن قلة جودة الصور، من كاميرا الموبيل الخاص بي آنذاك :D
سأروي هنا الحكاية بشكل أخر، لو كنت
تتبعت معنا ما ذكرناه في المقالات السابقة ستفهم ما سنعرضه الآن، إذًا فما هى
الماسونية ومن هم النورانيين، لماذا وكيف؟ كل تلك الأسئلة لابد أن تطرحها على نفسك
ولتبحث معى على جواب لها، سأحاول أن أجيب على بعضها هنا، من أجلي ومن أجلكَ، فلابد
أن نعلم ونعرف ونعي.
هناك كاتب اسمه "وليام جاي
كار"، كتب عدة كتب عن تلك النظرية، ومن أشهرها "أحجار على رقعة الشطرنج"،
ومن ضمنها أيضًا الشيطان أمير هذا لعالم، وضباب الأحمر يغطي أمريكا، كل تلك الكتب
هى كتب تحذيرية عن ما سماه هو، المؤامرة الدولية أو المؤامرة الكبرى، ولكن دعنا من كلمة
"مؤامرة"، أنا أدعوها صراع، وهو في واقع الأمر صراعُ أزلي منذ الخليقة، وليس أبديًا، بمعنى أنه
سينتهي في ميقات معين.
فتتغلف نشأة الماسونية في غلاف أسطوري،
ولم تفتر المحاولات في إرجاع أصولها لأزمان غابرة، -كما ذكرنا في المقالات السابقة
أن عبادة الشيطان كانت متواجدة وبكثرة في الأزمنة القديمة-؛ حيث تم الربط بينها
وبين طقوس "ميتراس"، وكذلك علم الحساب العقلاني لفيثاجوراس، بل ومع
أقليدس أبو الرياضيات، والبعض الأخر وجد نشأتها في منظمات البنائين الرومان وآخرون
وجدوها في حيرام باني هيكل سليمان -كما يذكر العهد القديم-، كما اعتبر تنظيم بنائي
المعابد الذي تكون في القرن الرابع عشر هو نقط انطلاق الماسونية، كذلك يشتق المحفل
الإقليمي الكبير للسويد والمحافل الأخرى المرتبطة معه، يشتق وجوده مباشرة من تنظيم
بنائي المعابد، وإن كانوا لم يستطيعوا إثبات ذلك.
لن أعرض الكثير من التفاصيل التاريخية
حول الماسونية؛ أولًا لأنها كثيرة ومتداخلة وغير مؤكدة بشكل كبير، ولكن سنعرض معًا
الأفكار التي تريد تنفيذها وإلى أي مدى تم تحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع، من
مؤسس الحركة أذًا، هو شخص يُدعى آدم وايزهاوبت، وهو ألماني وفيلسوف وأستاذ قانون
كنسي، أسس هذه الحركة بهدف كسب المعرفة الحُرة والوعي، ولكن ما هى المعرفة الحُرة؟!
بعض الأفكار التي ذُكرت في مخطوطات
وايزهاوبت لحركة المتنورين:
{إلغاء كل الحكومات الوطنية، إلغاء مبدأ
الإرث، إلغاء الملكية الخاصة، إلغاء الشعور الوطني (هذا ما نشهده في بلادنا الآن)،
إلغاء المسكن العائلي، والحياة العائلية التي تبني حولها الحضارات، إلغاء كل الأديان
الموجودة تمهيدًا لمحاولة إحلال العقيدة الشيطانية}.
ولكن السؤال هنا هل ترى تشابة بين تلك الأفكار ورؤية
إبليس ووعده للرب بإنه سيغوي جميع البشر، الذين في نظره أقل منه وبسبب تكبره لم
يسجد لسيدنا آدم عليه السلام، هنا سنعود بكم إلى لحظة عدم السجود، وما قبلها، أن
الرب خلق الملائكة والبشر، كُلًا منهم له إرادة حُرة بمعنى أن الله منح لنا حق
اختيار عبادته واتباع أوامره أو التخلي عنها واتباع إبليس، لذلك رفض إبليس السجود
وهو أمر إلهي للملائكة جميعًا، وهو بإرادته الحرة رفض السجود. "بسم الله
الرحمن الرحيم"
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ، سورة ص الآية
82
ومن هنا بدأ الصراع الأزلي، بين قوى
الظلام المتمثلة بإبليس والشيطان ومن يتبعونه من البشر، وقوى الخير وهى الملائكة
والرُسل والمؤمنين من البشر، والفكرة هنا هى حرية الاختيار، فأنت مَنْ يقرر أي طريق
ستسلك، وكما ذكرنا فإن عبادة إبليس منذ أزمنة غابرة، فهى ليست جديدة وكلما
تتطور العصر تتطورت طٌرق عبادته، حتى ظهرت هذه الحركة التي تُدعى بالماسونية، إذا
بهذا الشرح البسيط عرفنا لماذا هناك حركة بهذا الشكل وكيف تشكلت وأهدافها.
لنكمل الإجابة إلى أي مدى نجحت تلك
الحركة في نشر أفكارها، من البديهي أن تُدرك أنكَ الآن في زمن ملئ بالفتن على حسب
المعتقد الإسلامي، فهناك فترة زمنية تسبق علامات نهاية العالم الكبرى، وأنتَ الان
تعيش بها ربما تعرف هذا أم لا، ولكن أقرء معى هذا الحديث الشريف وسترى بنفسك ما
اعنيه، "عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا
حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا
فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: «هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ
السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ
الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ،
ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا
لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ
فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ
فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ
إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ» (رواه
أبو داود [4242] وأحمد [10/ 309] واللفظ له، وصححه الألباني في "صحيح أبي
داود")، يكفي من الحديث جملة :يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسى كافرًا، ففي هذا
الزمن انتشر الإلحاد، انتشرت كل الذنوب وكأنها لا شئ.
وحديث أخر، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا
الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ
وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: وَمَا
الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»
(رواه ابن ماجة[4036] وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة")، وما أكثر
الرويبضة في هذا الزمن والكذابين المنافقين.
وحديث أخر، عن عبد الله بن مسعود،
قَالَ: قالَ: رسُولُ اللَّه ﷺ:إنَّهَا ستَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ
تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ
مِنَّا ذلكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ
الذي لَكُمْ متفقٌ عليه، أمورًا تنكرونها، سأحكي لكم عن موقف حدث معي، كنتُ مسافرة
داخل مصر إلى أحدى المدن الساحلية على البحر الأحمر، كل من كانوا معنا مصريون مسلمون،
ولكن ما وجدته كان أكثرمن أن أتوقعه، رأيت من يتبع هواه، وما هوى إلا هاوية يسقط
بها الشخص بمحض إرادته، هناك رأيت من يشرب الخمر، وتحت أي مسمى -نوع من الترفية-،
أربُ القاهرة هو ليس رَبُ تلك المدينة الآن؟ ما تلك الأزدواجية، وليس هذا فحسب،
كان معنا زوجان أم حسبنا أنهما زوجان وكانا يبيتان في نفس الغرفة في الفندق، وهم
ليس زوجان في الأساس! أندهشت مما أرى وأسمع، وتيقنت أننا في هذا الزمن الذي تحدث
عنه رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، ولن يكون بيدك شئ غير الدعاء لهم ولنفسك بالثبات.
وحديث أخر، "لن تقوم الساعة حتى
تُملأ الأرض ظلمًا وعدوانًا"( الألباني، صحيح على شرط الشيخين)، ورواية أخرى
للحديث، "يكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون"، بالطبع هذا الحديث لا يحتاج
منى ان أوضحه، نحن في أوجه عصور الظلم الإنساني والعدوان ليس فقط على الإنسان بل
على الطبيعة ونشر الفساد بها.
وإذ كنت ترغب في قراءة المزيد من الحاديث النبوية التي تحدثت عن علامات النهاية، فيمكنك من هنا أن تقرأ أكثر
كان سؤالي إلى أي مدى نجح إبليس في تنفيذ وعده، تبدوالإجابة واضحة، عندما
ينتشر الشذوذ الجنسي بشكل مفرط كنوع من أنواع الحرية، والزنا كحرية فكرية، وانتشار
الفكر الشهواني والكذب والنفاق والقتل، والاغتصاب والفساد الإنساني والبيئي، التفكك
الأسري، والتشوة الاجتماعي وقلة التربية، وتدهور التعليم، ونشر الجهل في كل شئ، وضرب
عماد الأسرة -الأم- وتبدل الأدوار في الأسرة، والانفصال التام عنها، بدعوة
الاعتماد على النفس فتستقل بحياتك متناسي أسرتك بشكل كامل، وقلة الضمير والرشوة
وانتشار الظلم في كل قطاعات التعليم والعمل، وفرض وظائف تُلغي عقلك حتى لا يكون
لديك وقت لتفكر، وأن يصبح الأثم والذنب شيئًا عاديًا لا ضرر به، كل ذلك تحت مسمى
الحُرية!، وستكون بالطبع جاهل إذا لم تقول أن كل ذلك حرية شخصية، وستنافق من حولك
لكي لا تشعر بإنك منبوذ في وسطهم، وللأسف ربما تنجرف معهم.
أأدركت الآن مدى نجاح إبليس وأعوانه؟، في
الهيمنة على البشر، وإنها سلسلة من الأحداث التي لابد من وقوعها تحت المشيئة
الإلهية، لإفراز الخَيّر من وسط تلك الفتن، فبعد أن تتبعت معى الأحداث، وما حدث
وما يحدث وما سيحدث، أنتَ فقط مَنْ تقرر أى طريق ستسلكه، فمنحك الله حرية الاختيار
وأنتَ الآن تعلم الطريقين، فقرر بنفسك قبل أن يُسلب منكَ حق القرار.
الكتب والمراجع المستخدمة:
الأحاديث النبوية في صحيح مسلم.
أحجار على رقعة الشطرنج، وليام جاي
كار، الشيطان أمير هذا العالم، للمؤلف السابق.
الماسونية العالمية، تأليف: فريدريش
فيختل، ترجمة عثمان محمد عثمان.
وهذا لينك لمقال صوتي، كتبه د.مصطفى
محمود، رحمه الله باسم وبدأ العد التازلي، والذي اقتبس منه، أول سطر في هذا
المقال.
https://soundcloud.com/menna-amer-1/lhg4xt5gq3eg
👏👍
ردحذفthank you ^_^
ردحذف