مدينة السلام والأقصى المبارك ב
كتب: منة الله عامر
هل مازلت تظن أن هناك حق واضح لليهود أو
الصهاينة بفلسطين، هل مازلت تشكك في عروبة القدس، ربما ستؤكد أو تنفي أفكارك بعد
أن تنهتي من هذا التقرير، فهيا بنا نعرض ما لدينا من أدلة.
ختمنا التقرير السابق بأن المدينة التي يزعم اليهود أن الهيكل كان بها،
ليست يهودية، إنما عربية بشهادة المصادر اليهودية نفسها، وحديثنا اليوم ليس تكرارًا
لأبحاث كثيرة يمكنكم الوصول لها من خلال المكتبات والدراسات السابقة في هذا
الموضوع؛ لأنها بالطبع كثيرة جدًا، ولكن حديثنا اليوم سيكون عن؛ هل تم بناء المسجد
الأقصى على أنقاض الهيكل المزعوم أم أنها محض أكذوبة! هذا ما سنأخذكم به في رحلتنا
اليوم، مُودعون عصورالملوك القديمة وعصر العهد القديم أو التناخ كما يقولون
بالعبرية، ذاهبون إلى العصر الحديث وأيضًا العصور الإسلامية، راجون أن نحصل على
إجابة تُريح فضولنا وتشفي ظمأنا للمعرفة.
العصر الحديث
هناك دراسة للآثري الفرنسي "دي
سولسي" في كتابه "تاريخ الفن اليهودي"، يشير فيها إلى أن مقاييس
الحرم الإسلامي الشريف هى كالآتي:
-الضلع الشرقي لسور الحرم، بطول (348م).
-الضلع الجنوبي، بطول (225 م).
-الضلع الغربي، ويمتد في خط مستقيم
وبزاوية منفرجة، وبهذا يصبح الضلع الشمالي من السور أطول بكثير من الضلع الجنوبي،
وعليه فإن مساحة الحرم الشريف أكبر من ضعف مساحة جبل الهيكل داخل أسوار سليمان أو
نحميا أو هيرود، وكما أن الحرم الشريف مستطيل، يأخذ اتجاهه من الشمال إلى الجنوب في
اتجاة قبلة مكة المكرمة، بينما يتجة هيكل سليمان من الغرب إلى الشرق.
ومن ناحية أخرى؛ فإن أسوار مدينة القدس
التاريخية الشهيرة، تجعل من هذه المدينة مدينة مربعة، طول كل ضلع منها حوالي كيلو متر
تقريبًا، أي أن مساحتها كيلو مترًا مربعًا، أي مليون مترًا مربعًا، وتحتوي على
أبواب وفي وسطها يوجد قبة الصخرة، ذات القبة الذهبية، والمسجد الأقصى، ذا القبة
الفضية، ومسجد عمر، وتسمى منطقة المساجد هذه كلها؛ المسجد الأقصى أيضًا، وعلى بعد
نص كيلو مترتقريبًا غرب هذه المسجد، توجد كنيسة القيامة التي يعتقد أن المسيح عليه
السلام، رُفع إلى السماء في هذه البقعة.
كنيسة القيامة من الداخل |
وتعد هذه المنطقة بالفعل منطقة قبور،
وإذا اكتشف بها قبور عديدة؛ تعتبر أكبر شاهد على أن إدعاء اليهود بأن أرض الحرم
وأرض كنيسة القيامة تابعة لمدينة داود سليمان، -عليهما السلام- هو إدعاء باطل؛
ذلك لأن التشريعات اليهودية تُحرم دفن الموتى في المدينة المقدسة وحتى ملوك
إسرائيل القدامى داود وأبشالوم وسليمان كلهم مدفونون خارج الأسوار.
وفي مغارة المكفيلة، المكان الذي
اشتراه إبراهيم من عفرون الجاتي، دُفن إبراهيم وسارة وإسحاق ورفقة، ويعقوب وليئة،
وهذه المغارة تقع في الجهة الشرقية من مدينة الخليل، ولكن موقعها لم يحدد على وجه
الدقة.
وبالنسبة للهيكل؛ فلم يعثر علماء
الآثار الإسرائيلين أو غيرهم، في حفرياتهم وكشوفاتهم اعتبارًا من القرن الثامن عشر
1850م، وحتى يومنا هذا، على حجر واحد يدلل على وجود هيكل، في أي زمن في منطقة
الحرم القدسي الشريف، ومن هؤلاء العلماء: باركي، وورن، ودي فوجيية.
إذ أن كل أولئك العلماء لم يعثروا على أى أثر أو أي نمط هندسي، في منطقة
المسجد الأقصى، يتفق مع ما طرحته الروايات اليهودية المستوحاة من التوراة والمشنا
والتلمود.
يقول فيصل صالح خيري، رئيس إحياء التراث الفلسطيني: كل الشعوب والأمم التي
كانت لها صلة بالقدس وما حولها، تركت آثار لها شاهدة على تلك الصلة، إلا اليهود،
فلم يعثر لهم على أية آثار في القدس النطوفيون، العموريون،
والكنعانيون(اليبوسيون)، والمصريون، الهكسوس، والبابليون، والآشوريون، والفرس، واليونان
والرومانيون، كل هؤلاء تركوا في القدس وما حولها آثارًا تدل عليهم إلا اليهود، لم
يستطع العثور على أى أثر يؤكد أطروحتهم في وجود أناس يسمون "إسرائيلين
-عبرانيين"، وما وجد من آثار يهودية في أقدمها إلى القرن الثاني ق.م، وهى
الفترة التى تكونت فيها الديانة اليهودية.
بيت الصلاة عند يهود الفلاشا
هُنا
سيتم عرض فرضية في الحقيقة لا يعلم صدقها غير الله عزوجل، ولكن دعنا نفكر معًا إذا
كان هناك احتمالية في صدقها أم لا، مع ذكر بعض الأدلة من القرآن وفرضيات العلماء،
وسأقول رأيي بالطبع في النهاية، هل مستعدون؟ فلنبدء في البحث.... هيا بنا.
إن اسم
"هيكل" الذي أطلقه كاتب "الكتاب المقدس اليهودي، العهد
القديم"، على مكان العبادة لدى الاسرائيليين، ليس عبريًا، وأغلب الظن أنها
تسمية انتقائية، المقصود منها العنصرية -أي غرض عنصري للتمييز فقط- نفسها، في مثل
انتقاء "اسحاق" وتجاهل "اسماعيل"، وانتقاء "يعقوب"
وتجاهل "عيسو"، وانتقاء الاسم "اسرائيل" بدلًا من يعقوب، وما إلى
ذلك.
في
البدء لابد أن نعرف من هم يهود الفلاشا؟
هم طائفة يهودية هاجرت من شبة الجزيرة العربية
في عهد حاكم "دولة حمير" اليهودي "ذو النواس" في حدود عام
525م، وهم على الأصل في الكثير من أمور العقيدة اليهودية، لكن اللافت للنظر في
سلوك يهود "الفلاشا"، أنهم يسجدون في الصلاة، على عكس جميع اليهود
الآخرين، الذين لا يسجدون، ولا يركعون، وهذا يدل على أن السجود هيئة من هيئات
الصلاة في اليهودية، وكما يطلق يهود الفلاشا على مكان الصلاة اسم
"مسجد"، ويُعتقد أن هذه التسمية هى الأصل وليس هيكل أو معبد.
هذه
وتدل كثير من الآيات القرآنية على أن الأنبياء السابقين على النبي محمد صل الله
عليه وسلم، كانوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويفعلون الخيرات ويسجدون لله تعالى،
فنقرأ:
"بسم
الله الرحمن الرحيم"
"أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا
مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا
وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا
وَبُكِيًّا"، سورة مريم 58.
"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ
وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ".
سورة الأنبياء 72 – 73.
"يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ
وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ"، سورة آل عمران 43.
إذا فكان بالفعل في صلاة أنبياء ما قبل
محمد صل الله عليه وسلم، سجود في الصلاة، ثم على هذا فإذا كان داود وسليمان قد
بنيا بناء مقدسًا في القدس، لإقامة الصلاة والركوع والسجود لله رب العالمين، فهو
المسجد الأقصى، وليس المقصود ببناء عملية التشييد، ولكن رفع القواعد التي تهدمت
بفعل الزمن؛ لأن المصادر الإسلامية تشير إلى وضع المسجد الأقصى بعد بيت الله
الحرام، بأربعين عامًا، وكان يعقوب قد رفع قواعده من قبل، كما أن إبراهيم وإسماعيل
رفعا قواعد البيت الحرام في مكة، فكذلك رفع داود وسليمان عليهما السلام في زمنهما،
قواعد المسجد الأقصى بفلسطين، الأرض المباركة، التي باركها الله تعالى حتى من قبل
أن يأتي إليها إبراهيم أبو الأنبياء، عليهم وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة
والسلام، يقول رب العزة عن إبراهيم عليه السلام: "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى
الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ"، سورة الأنبياء 71.
فنرى أن المسجد الأقصى الذي وضع في
فلسطين بعد بيت الله الحرام في مكة المكرمة بأربعين سنة، هو رمز هذه البركة على
أرض فلسطين، كما يتضح من ذلك أن المسجد الأقصى ليس أقدم من الهيكل، على فرض صحة ما
دون عنه، وأسبق في وضعه في هذه البقعة، بل هو أقدم من وجود بني إسرائيل ذاتهم على
مسرح الأحداث، وبالأضافة إلى أنه هدم عدة مرات على مر التاريخ كما ذكرنا، مما يصعب
معه تحديد مكانه في الوقت الراهن، وهذا ما أكده علماء الآثار برفض الادعاءات
الاسرائيلية حوله. وأنا أتفق مع هذا الرأي بأن الهيكل لم يكن هيكلًا كما زعموا ولم
يكن بهذا الحجم، بل هو كان أحد أشكال المسجد الأقصى قديمًا.
وكذا لم تشر كتابات الرحالة عبر
التاريخ عن شئ اسمه الهيكل في منطقة المسجد الأقصى.
من هذه النقطة سننتقل إلى نقطة أكثر أهمية
وربما أكثر منطقية أيضًا، فإذا أخذنا بفرضية أنه كان هناك هيكل بالفعل، ولكن ليس
تحت أنقاض المسجد الأقصى، فالنقطة القادمة ستؤكد هذا أيضًا بشكلٍ أو بأخر...
نحن على علم أن الدين الإسلامي يُحرم هدم الكنائس وأي أثر للأديان الأخرى
من معابد وكنائس، أوبناء مسجد على أنقاض هيكل يخص أصحاب ديانة أخرى، وأن الرسول
الكريم صل الله عليه وسلم، أعطى العهدة المحمدية لرهبان دير سانت كاترين في صحراء
سيناء، وأن هناك أيضًا عُهدة أعطاها سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لأهل إيلياء
"القدس"، وهذا يعطينا إجابة هادئة مطمئنة لا يتطرق إليها الشك في أن الدين
الإسلامي، ورسوله الكريم، لم يأتوا بسلوك هدم بناء ديني لأصحاب ديانات أخرى؛ ليبنوا
مسجدًا لهم. أليكم نصّا العهدة المحمدية والعُهدة العمرية.
نص العهدة المحمدية:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا
كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيرًا ونذيرًا، ومؤتنًا على وديعة
الله في خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزًا حكيمًا،
كتبه لأهل ملة النصارى، ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها،
وقريبها وبعيدها، فصيحها وعجميها، ومعروفها ومجهولها، كتابًا جعله عهدًا، ومن نكث
العهد الذي فيه وخالفه إلى غيره، وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثًا، ولميثاقه
ناقضًا وبدينه مستهزئًا، وللعنته مستوجبًا، سلطانًا كان أم غيره من المسلمين المؤمنين،
وإن احتمى راهب أو سائح في جبل أو واد أو مغارة أو عمران أو سهل أو رمل أو كنيسة
أو بيعة فأنا أكون من ورائهم أذب عنهم، من كل غيرة لهم، بنفسي وأعواني، وأهل ملتي
وأتباعي، كآنهم ررعيتي، وأهل ذمتي وأن أعزل عنهم الأذى في المؤن التى يحمل أهل العهد
من القيام بالخراج، إلا ما طابت له نفوسهم، وليس عليهم جبر ولا إكراه على شئ من
ذلك، ولا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا حبيس من صومعته، ولا
سائح ن سياحته، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم، ولا يدخل شئ من مال كنائسهم
في بناء مساجد رسوله، ولا يحمل على الرهبان والأساقفة، ولا ن يتعبد جزية ولا
غرامة، وأنا أحفظ ذمتهم أينما كانوا في برّ أو بحر، في الشرق أو في الغرب، والشمال
والجنوب. وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه. وكذلك من يترد بالعبادة في
الجبال والمواضع المباركة ولا يُكلف أحد منهم شططًأ، ولا يُجادلوا إلا بالتي هى
أحسن، ويُخفض لهم جناح الرحمة. ومن خان عهد الله، واعتمد بالضد من ذلك، فقد عصى
ميثاقهُ ورسولهُ: ويعانون على حرمة بيعهم ومواضعهم، وتكون تلك مقبولة لهم على دينهم
وفعالهم بالعهد، ولا يُلزم أحد منهم بنقل السلاح، بل المسلمون، يزودون عنهم ولا
يُخالف هذا العهد أبدًا إلى حين تقوم الساعة وتنقضي الدينا". تحرر بخط علي بن
أبي طالب، وختم بأصبع النبي صل الله عليه وسلم.
نص العهد العمرية:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما
أعطى عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًا
لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن
كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقض منها ولا من حيزها، ولا من صلباهم، ولا من شئ من
أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهمن ولا يسكن إيلياء معهم أحد من
اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا
منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن
أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب أهل إيلياء أن
يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصُلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم، وعلى
بيعهم وصُلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد
وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله؛
فإنه رجع إلى أهله فإنه لا يؤخ منهم شئ حتى يُحصد حصادهم. وعلى ما في هذا رجع إلى
الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، وإذا اعطوا الذي عليهم من
الجزية". كتب سنة 15للهجرة، شهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف
وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان.
وبعد؛ فهل هناك أبلغ من هذه الشهادة قي معاملة
أهل الديانات الأخرى والملل بالعدل والقسطاط وعدم المساس بحقوقهم، التي قررها
الدين الإسلامي الحنيف، وكذا الدفاع عنهم ضد أي اعتداء؟ إنها قواعد لا ترقي إليها
ولا تطاولها كل قوانين البشر ودساتيرهم، ومؤسساتهم الوضعية القاصرة عن إدراك مراد
الديانات السماوية.
ويكفي تأمل سلوك الخليفة "عمربن الخطاب" رضى الله عنه، مع بطريك القدس"صفرونيوس"،
عندما ذهب بنفسه لتسلم مفتاح المدينة، فقد كان الاحترام بينهما عظيمًا، وكانت كنيسة
القيامة أول مكان زاره عمر بعد الفتح، وأراد البطريك أن يُكرم عمر، فعرض عليه أن يصلي
داخل الكنيسة حين أزفت ساعة الصلاة، ولكنه أبىَ حتى تبقى الكنيسة خاصة لأصحابها،
وأن اليهود عاشوا عصورهم الذهبية عبر التاريخ -بشهادتهم هم- في ظل الحكم الإسلامي.
وأن لليهود أكثر من أربعين معبدًا
ومحفلًا في أنحاء مصر، لم تمس بسوء إلى يومنا هذا رغم كل الظروف التى تدعونا لهدمها،
رددنا على سوء معاملتهم لمساجدنا في فلسطين بتعاليم ديننا السميح، فقد هدموا أكثر
من مئة مسجد، وحولوا البعض الأخر إلى متاحف إسرائيلية ومطاعم وبيوت دعارة ومعارض
لبيع أدوات الجنس!
يؤكد دكتور سامي الإمام رحمه الله -وإنه وبدون الدراسة الرائعة الشاملة عن الهيكل وتفنيد المزاعم الاسرائيلية، لم تكن التقارير لتُكتب، فعليه رحمة الله وعليه منى السلام والدعاء الدائم-، أن الصهيوينة في العصر الحديث وظفت كل النصوص الدينية لتحقيق أطماعها السياسية وخاصة موضوع الهيكل وغيره
من الرموز الدينية، وأيضًا تضافر المؤسستين العسكرية والدينية في تحقيق هذه
الأطماع وغير ذلك مما يتداخل ويتشابك ليشكل في النهاية تلك الشخصية الإسرائيلية معقدة
التركيب، والتى تنضح بكراهية الأخر خاصة الأخر عندما يكون عربيًا، ولابد لنا أن
نفهم هذه الشخصية بصورة أدق وبوعي أكبر، وخاصة في هذه الأوقات.
أعلم إنني أطلت عليكم الحديث هذه المرة، ولكن
كان لابد لنا أن ذكر كل المعلومات هنا دُفعة واحدة؛ لكي نعلم ونعي ونفهم، أي صف
نحن نتخذ ومع مَنْ وهل نفهم حقًا ما يحدث حولنا بالشكل الصحيح أم نحن للأسف نجهل ما يجب
علينا أن نعرفه جيدًا، أأمل أن أكون قد أضفت لكَ معلومة جديدة صديقي القارئ، وربما
أكون أوضحت بعض النقاط الغائبة؛ عليك فقط أن تفكر في ما هو الصواب. وإذا لم نستطع
أن نحرر فلسطين؛ فيكفي إننا حاولنا أن نظهر الحقيقة.
المراجع التى اُستخدمت في كتابة التقرير؛ لمَنْ أراد الاستزادة:
القرآن
الكريم
العهد القديم
سامي
الإمام رحمه الله، هيكل أورشاليم.
نبيل
عبد الحميد سيد أحمد، الحياة الإقتصادية والاجتماعية لليهود مصر.
محمد
جلاء إدريس، أورشاليم القدس في الفكر الديني اليهودي.
إبراهيم
الفني، طاهر النمري، المسجد الأقصى والصخرة المشرفة، التاريخ، العمارة، الانفاق
الحفريات، الخطط الصهيوينة.
حسن
محمد توفيق ظاظا، الصهيوينة العالمية وإسرائيل.
مصطفى
محمود رحمه الله، إسرائيل البداية والنهاية.
معلومات مهمه ومفيده جدا👏👍
ردحذفتسلم يا أحمد يارب
حذف