المسيح وعلامات النهاية ב
كتب: منة الله عامر
أهلًا
بكَ مرة أخرى في تلك الرحلة المثيرة، قرأتَ في التقرير السابق، فكرة نهاية
العالم في اليهودية ومَنْ هو المسيح
بالنسبة لهم، اليوم سنتجول في عصر الديانة المسيحية وهو عصرسطوع الإمبراطورية
اليونانية، فهل سمعت من قبل بكلمة "مسيا"؟ وإذا كنتَ سمعتها من قبل
فأنتَ بالتأكيد تعلم معناها، وإذ لم تعرف معناها بعد، فربما هذا التقرير سيفيدكَ.
عرضت
شبكة نيتفليكس مسلسل باسم
“messiah”
أي مسيا أو بالعربية المسيح، ويتحدث عن شاب
ملامحه شرقية، يخرج من منطقة الشرق الأوسط وخاصة سوريا، ولديه قدرات تشبة في
مضمونها معجزات السيد المسيح، مِنْ إحياء الموتى وشفاء المريض والتحكم في الظواهر
الطبيعية، ولكن الغير معتاد أنه لا يصلي، وعندما سأله من تعبد لم يُجيب!، ربما
عليك صديقي القارئ -نعم، كل قارئ هو صديقُ لي حتى ولو في هذا العالم الافتراضي،
فتأكد عزيزي إنكَ صديقٌ لي- أن تشاهده، فبه من الأخطاء ما به، وبه من التلاعب
أيضًا الكثير.
انهينا التقريرالسابق بإن فكرة المسيح الذي يأتي من نسل داود
أخر الأيام انتقلت إلى الديانة المسيحية من اليهودية؛ حيث جُسدت في شخص عيسى -عليه
السلام- أو المسيح أو يسوع كما يقول المَسيحيون، لذلك سنعرض ميلاد المسيح، وعلاقته
بأحداث نهاية العالم كما وردت في الأناجيل، هيا بنا.
ميلاد المسيح
لابد لنا من أن نعرف قدر ولو بسيط عن المسيح
كما هى صورته في الأناجيل، فالعهد الجديد يتكون من أربعة أناجيل ركيزة وهم إنجيل مَتَّىَ،
وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، وإنجيل مرقس، وأعمال الرسل، ومجموعة من الرسائل عبارة
عن أحدى وعشرون رسالة، وأخيرًا فصل عن رؤيا يوحنا اللاهوتي، وجميعهم يُسموا العهد
الجديد، وبطبيعة الحال فإن تلك الكتابات لم يكتبها المسيح بنفسهِ، بل كتبها عنه
الحواريون أو تلاميذه كما هو معروف في الأناجيل.
فكلمة إنجيل هى كلمة يونانية تعنى البشارة أو
الخبر السار، ويطلق مسيحو الشرق على سيدنا عيسى -عليه السلام- اسم يسوع وهو اسم يوناني
من الاسم العبري "يهوشوع" ومعناه بالعربية "الرب يخلص – أو مخلص
الرب"، وقد وردَ في إنجيل متى الإصحاح الأول أن يسوع من نسل سيدنا داود -عليه
السلام- كما هو الوصف الخاص للمخلص اليهودي في العهد القديم، وكما أوضحنا في
التقرير السابق، أى أن صفات المسيح المُخلص الذي كُتب في أسفار العهد القديم، كانت
تنطبق على شخص يسوع أو المسيح عيسى -عليه السلام-، فنقرأ:" كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ
دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ.
وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ، وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ
مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ، وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ.
وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ، وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.
وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ.
وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا، وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.
وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا، وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ.
وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا، وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ.
وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا، وَحِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى.
وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا، وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا
وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ، وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا
وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ، وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ.
وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ، وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ.
وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ، وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ.
وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ
مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ، فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ
إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا، وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ
بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا، وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ
أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا"، أنجيل متى (1: 1 – 17).
خلاصة الفقرات أن يسوع أي المسيح عيسى(وذكرنا ماذا تعنى لفظة المسيح في التقرير السابق) هو
المخلص المختار كما ورد ذكره في العهد القديم، ولكن لم يؤمن به اليهود على أي حال،
كما هو المعتاد منهم.
لننتقل إذًا إلى أكثر الأحداث إعجازًا في تاريخ النبوة والعالم أجمع، وهى
ميلاد سيدنا عيسى -عليه السلام-؛ فنقرأ:" وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ
جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا
نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل
مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَم، فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ
وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ.
مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ
كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ، فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ
تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ، وهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ
ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ، هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ
الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ
عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ، فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:
«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:
«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ،
فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ، وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ
هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ
السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ
مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ، فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا
أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ"،
لوقا (1: 26 – 38).
هذا الميلاد لا يدل على أي اتصال الجسدي أو التوالد الجسدي، هو معنى مجازي
فقط، أو تتابع زمني؛ بمعنى أن لا يوجد زمن معين يؤرخ وجود المسيح، لأن المسيح حسب
المعتقد المَسيحي هو أزلي موجود منذ الأزل فهو الرب بصورته المرئية، وهذه قضية
واسعة لا يمكننا سردها هنا.
ولد يسوع في بيت لحم في فلسطين، ثم تَروي لنا الحكاية أن وقت ميلاد عيسى -عليه السلام- كان هناك نجمًا ساطعًا وكان هذا النجم هو علامة ميلاد المُخلص الخاص باليهود كما ورد في سفرميخا (5: 2)، لذلك أمر الامبراطور هيردوس آنذاك أن يأتي بالمجوس ويستشيرهم في هذا الأمر، وبالفعل أكدوا له أن هناك صبي وُلدَ وسيكون نبيًا عظيمًا (وهذا بالطبع ما يخشاه، أن يُسلب منه سلطانه)، لذلك أمر بقتل كل صبي حديث الولادة في بيت لحم، وقبل ذلك ظهرملاك الرب ليوسف خطيب -مريم العذراء- كما تحكى لنا الأناجيل، بأمر إلهى بالارتحال إلى مصر، وتلك الرحلة عُرفت بعد ذلك باسم رحلة العائلة المقدسة، فارتحل من بيت لحم إلى مصر، وظلوا هناك إلى أن قٌتل هيرودوس، لتحقق قول الرب: "من مصر دعوتُ ابني"، ثم عادوا إلى الناصرة وهى مدينة في فلسطين العزيزة، ولكن لم ينفكو حتى ارتحلوا ثانية إلى مدينة الجليل، ووصلوا في بلدة اسمها "الناصرة" وسكنوا بها، ليتم بذلك ما قيل بلسان الأنبياء إنه سيُدعى ناصريًا، ولذلك ترجع تسمية من ابتعوه النَصَارَىَ، ومسيحيون أيضًا.
فكان ميلاد المسيح معجزة إلهية ولا
أحد يشك في هذا، أما بالنسبة للأناجيل فهناك عدة اختلافات في الروايات سواء رواية
ميلاد المسيح أو حتى موته على الصليب كما تحكي الأناجيل وقيامه بعد ذلك، ولكن حديثنا
هنا لا يختص بخوض تلك التفاصيل، ما يعنينا هنا أن يسوع خرج من نسل داود وجاء
ليُصحح وضع اليهود آنذاك، إذًا فهو كان يهوديًا من نسل داود، وميلاده إعجازيًا بحتًا،
وجاء هو نفسه، يصنع معجزات لا أحد غيره يقوي عليها، فنقرأ:" وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى
إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا
مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟ أَجَابَ
يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ
فِيهِ، يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ.
يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ، مَا دُمْتُ فِي
الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ، قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ
وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى، وَقَالَ
لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ،
فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا، فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا
يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي
كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي، آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ:
«إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُو". إنجيل
يوحنا (9: 1 – 9).
وهناك الكثير والكثير من المعجزات التي قام بها المسيح، من إحياء الموتى،
وشفاء البرص والعمى، والسير على الماء، وإخراج سبعة شياطين من جسد مريم المجدلية،
إطعام الكثير من قفص صغير من الخبز، والكثير المذكور بداخل الأناجيل من معجزات فقط
يقدر عليها رسول كريم.
بصرف النظر عن رؤية المسيحين لماهية
المسيح، سواء أكان منهم من يؤمن بإنه هو الرب ذاته، ومنهم من يؤمن بإنه ابن الله
بشكل حرفي وليس مجازي، وهناك الثالوث المقدس وهو الآب والابن والروح القُدس، ولكن
الثلاث في واحد أي إلهة واحد فقط به الثلاث معانٍ، وربما تكون الجملة الأكثرواقعية هى إله واحد وثلاث أقانيم، ولكن
هذا ليس من شأننا الحديث عنه الآن. فهيا بنا نعرف ماذا قال المسيح من خلال
الأناجيل عن نهاية العالم، اشحذ حواسك معي رجاءٍ.... وتحملني في السطور القادمة
لعلي أروي ظمأك للمعرفة.
علامات نهاية الزمان
تحتوي الأناجيل على مجموعة متعددة من علامات
نهاية الزمان، فنجد ذِكر عن انتشار الأوبئة والأمراض والحروب والموت والمجاعات، وأن
كل أمة تنقلب على الأخرى، وينتشر الفقر والحزن وتُضاعف الشدة، وينتشر الكثير من
الأنبياء الكذبة مدعي النبوة، وتنبأ أيضًا بظهور المسيح الدجال وما سيفعله من
معجزات لا يصدقها عقل أحد، وأخيرًا يكون مجئ المسيح الثاني ظاهرًا جاليًا أمام
الجميع في فلسطين، ينزل في مشهد ملائكي خلاب تم وصفه بدقة في الأناجيل، ولم يحدد
المسيح في الأناجيل موعد هذا اليوم أو ساعته، فنقرأ:" ثمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ
الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ، فَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ، وَفِيمَا هُوَ
جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى
انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ
مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا!
لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ:
أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ، وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ
وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ
تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ؛ لأَنَّهُ تَقُومُ
أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ
وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ". إنجيل متى (24: 1 – 7).
وأيضًا نقرأ:" فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ
بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ، فَإِذَا
سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ حُرُوبٍ فَلاَ تَرْتَاعُوا، لأَنَّهَا لاَبُدَّ
أَنْ تَكُونَ، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ، لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ
عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلاَزِلُ فِي
أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَاضْطِرَابَاتٌ. هذِهِ مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ، فَانْظُرُوا
إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ
فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً
لَهُمْ.... وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ،
وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، وَتَكُونُونَ
مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى
الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ، فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ
الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ (وهذه الرؤية أوضحناها
جيدًا في التقرير السابق)، قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي. لِيَفْهَمِ
الْقَارِئُ فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى
الْجِبَالِ، وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ إِلَى الْبَيْتِ وَلاَ
يَدْخُلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ
يَرْجِعْ إِلَى الْوَرَاءِ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ، وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى
وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ
فِي شِتَاءٍ؛ لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ
مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ إِلَى الآنَ، وَلَنْ
يَكُونَ، وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ
جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ
الأَيَّامَ، حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ:
هُوَذَا هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا؛ لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ
وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ
أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا، فَانْظُرُوا أَنْتُمْ. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ
وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ
الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَنُجُومُ
السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ، وَحِينَئِذٍ
يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ، فَيُرْسِلُ
حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ،
مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ، فَمِنْ شَجَرَةِ
التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ
أَوْرَاقًا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ، هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى
رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى
الأَبْوَابِ، اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ
هذَا كُلُّهُ، اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ،
وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ،
وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ، اُنْظُرُوا!
اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ، كَأَنَّمَا
إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ تَرَكَ بَيْتَهُ، وَأَعْطَى عَبِيدَهُ السُّلْطَانَ،
وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَأَوْصَى الْبَوَّابَ أَنْ يَسْهَرَ، اِسْهَرُوا
إِذًا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ، أَمَسَاءً،
أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ، أَمْ صَبَاحًا، لِئَلاَّ يَأْتِيَ
بَغْتَةً فَيَجِدَكُمْ نِيَامًا، وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:
اسْهَرُوا". إنجيل مرقس (13: 6 – 9، 12 – 37).
هذه
الروايات تتشابة مع ما تم ذكره في العهد القديم وأيضًا في الإسلام، ارجو من القارئ
أن يعذرني على الإطالة ولكني حاولت أن اختصر على قدر الإمكان، ولكن هدفي الأول أن
أطلعك على كل شئ بكل ما أوتيت من أسلوب في الاختصار والتوضيح، وأعذرني إن عجزت في
نقطة ما على الإيضاح أو التبسيط، لأن هناك فقرات بها من الألغاز الضمنية ما بها، ولكني
لا أريد أن يَخدعك أي شخص تحت أي مسمى ما، فلك مني الدعوات بالمزيد من المعرفة
والعلم.
وبهذا نكون أوضحنا ما فكرة نهاية
الأيام في المسيحية، وسبقتها اليهودية، أما القادم ومسك الختام بإذن الله فهو
الإسلام، فما معنى الإسلام إذا، وما هى علامات النهاية به؟!
المصادر:
العهد الجديد.(الأناجيل).
فراس السواح، الوجة الأخر للمسيح.
حياة وتعاليم السيد المسيح.
قراءة توضيحية في الإنجيل.
تعليقات
إرسال تعليق