الإسلام ونهاية العالم ג


   كتب: منة الله عامر

     مرحبًا بكَ مجددًا صديقي القارئ، خُضنا معًا رحلة ممتعة ومثمرة إلى حدٍ كبير، واليوم نقترب معًا من نهاية الرحلة، قرأتَ معي عن علامات نهاية العالم باليهودية ثُمَّ المسيحية، وحان الوقت لكي نعرف معًا ما هى علامات النهاية بالإسلام، هيا بنا. 
 
سورة البقرة
هل بحثت يومًا عن معنى كلمة إسلام! أي معناها في اللُغة العربية!
    الإسلام في اللُغة (واللُغة بضم اللام وليس بفتحها، فإذا فتحتها صارت لَغو أى عبث وهُراء وكلام لا قيمة له)، نقرأ في معجم لسان العرب المجلد الرابع باب حرف السين، أن السَّلمُ هو الإسلام أي الانقياد والاستسلام والاستخذاء، وفي حديث ابن عمر: كان يكره أن يقال السَّلّمُ بمعنى السلف، ويقول الإسلام هو لله عزوجل، كأنه ضن بالاسم، الذي هو موضع الطاعة والانقياد لله عزوجل عن أن يسمى به غيره، وأن يستعمل في غير طاعة ويذهب به إلى معنى السلف. 
تقول كارين أرمسترونج:"أن المُسلم هو شخص وضع كل حياته للرب، وبهذا يكون مسلمًا له". أي أن كل أمور حياته لله وحده لا شريك له، يتقي الله في كل فعل وكلمة وكل شئ يقوم به مهما صغر أو كبر. 

    أما عن سيرة سيد المرسلين محمد صل الله عليه وسلم، فنسبه يعود إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام، فنذكر في هذا نسبه، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مُرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة -واسمه عامر- بن إلياس بن مُضر بن نِزار بن معد بن عدنان، بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص ابن بوز ..... وصولًا إلى بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ما فوق إبراهيم، وهو ابن تارح -واسمه آزر- بن ناحور بن ساروع بن فالخ بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ابن لامك بن متشولخ ابن أخنوخ -ويقال إنه سيدنا أدريس عليه السلام- بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. 

   ولد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، بمكة يوم الأثنين التاسع من شهر ربيع الأول، في عام الفيل، ولد يتيم الأب، توفت والدته آمنة بن وهب وهو ابن ست سنوات، ثم راعاه جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب، تلقى سيدنا محمد الوحي وهو في سن الأربعين، وكان النبي صل الله عليه وسلم يمتاز في قومه بصفات فاضلة وأخلاق كريمة منذ صغره، فكان أفضل قومه مروءة وأحسنهم خُلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حِلمًا -صبرًا-، وأصدقهم حديثًا، وألينهم طابع، وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا، وأوفاهم عهدًا وآمنهم أمانة حتى سماه قومه "الصادق الأمين" حتى قبل أن يتلقى الوحي، وقالت أم المؤمنين السيدة "خديجة" رضى الله عنها:"يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق". 

    أما حياة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بعد تلقى الوحي، انقسمت إلى عهدين، العهد المكي استمر ثلاثة عشرة سنة تقريبًا، والعهد المدني استمر عشر سنوات كاملة، وهذا فقط عرض بسيط عن حياة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم. 

     وتتسأل بالطبع وما دخل هذا بعلامات نهاية العالم في الإسلام! بالطبع صديقي القارئ لا أقصد الاستطراد فيما سبق، بل حاولت أن أمهد لكَ الفكرة وأعطي لكَ على الأقل صورة بسيطة عن فكرة الإسلام في اللغة أولًا والنبي صاحب الرسالة، وثانيًا أنتَ تعرف أن القرآن الكريم هو كتاب المسلمين والأحاديث النبوية الشريفة هى سُنة توضح بقية الأمور الخاصة بالمسلمين أيضًا. ومن خلال المصدرين السابقين، ستكون رحلتنا التالية، فشحذ معي حواسك، تهيأ للرحلة اليوم.

  يمكننا أن نُقسم علامات نهاية العالم أو كما هى متعارف عليها في الإسلام "أشراط الساعة" إلى أشراط الساعة الصغرى وأشراط الساعة الوسطى وأشراط الساعة الكبرى، ومنها من تحقق ومنها ما يحدث الآن ومنها ما سوف يحدث والله وحده يعلم متى تكون النهاية. 

سورة المائدة


أشراط الساعة الصغرى 

بسم الله الرحمن الرحيم
     "فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ" سورة محمد، أي علامات الساعة وإمارتها، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"بعثتُ أنا والساعة كهاتين وضم السبابة والوسطى"، اخرجه البخاري والترمذي وابن ماجة.
    يقول المولى عزوجل "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" سورة القمر، "أَزِفَتِ الْآزِفَةُ، لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ" سورة النجم. معنى أزفت: أي اقتربت، لأنه قد مضى أكثر عمر الدنيا، فقد مضى أكثر عمر الدنيا، فقد روى قتادة عن أنس رضى الله عنه أنه قال:"خطب رسول الله صل الله عليه وسلم وقد كادت الشمس تغيب فقال:"ما بقى من دنياكم فيما مضى، إلا مثل ما بقى من هذا اليوم فيما مضى، قال: وما نرى من الشمس إلا يسيرًا". 

"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" سورة الأعراف. 

وفي تفسيرات عدة ورد أن من سأل عن الساعة هم غير المؤمنين، وكان سؤال تعنت أو ازدراء، وتشكك بأن ليس هناك ساعة على الإطلاق، وكما لا يخفي فأن الآية الكريمة جاءت لتسد باب مثل هذا السؤال، لأن لا ينبغي لأحد أن يعلم ذلك، لحكمة أرادها الله تعالى، وفي معرفة أشراطها كفاية عن معرفة زمن وقوعها، وقد تحدث القرآن الكريم عن أشراطها، فالحزم أن يتأهب الإنسان لمقابلتها، لا أن يكثر الكلام عنها.

بسم الله الرحمن الرحيم
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا" سورة النازعات، وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربكَ".
"وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ" سورة الشورى، وفي موضع أخر، "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا" سورة الأحزاب، "وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" سورة النحل، "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" سورة الأنبياء. 

عن عوف بن مالك حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم:"أعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا".

ولآن الأحداث تأتي بعد موته كما بدأت بظهور كذابين ودجالين أدعوا النبوة وارتداد بعض الناس عن الإسلام واستشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، على يدي غلام الغيرة بن شعبة واستشهاد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه، وتشاجر الصحابة من بعده، وما حدث بعد ذاك من تشاجر وانقسام بين الطوائف بسبب التحكيم، وفتح بلاد فارس والروم وتنازل سبط رسول الله صل الله عليه وسلم عن الخلافة واستشهاد الحسين بن علي رضى الله عنه في كربلاء وظهور الفتن لسبب تطورات الأحداث على اختلاف أنواعها كواقعة الجمل، وصفين وما أصاب المدينة المنورة والكعبة المشرفة من أذى وقتل ابن الزبير على يد الحجاج وقتال أهل المدينة وفتنة الفاطميين واستيلائهم على المغرب، وفتنى التتار ونار الحجاز التي اضاءت لها أعناق الأبل ببصرى وظهور الرفض واستبداد الرافضة بالملك، وفتنة القارمطة. 

   فعلى التقسيم السابق يكون الزمن الذي نحن فيه زمن الأشراط الوسطى، وهى التي يعقبها الأشراط الكبرى التي تبدأ بظهور المهدي في آخر الزمان ثم يعقبه نزول سيدنا عيسى عليه السلام، كما سنوضح فيما بعد. 
 
سورة التكوير
أشراط الساعة الوسطى 

    أما ما يحدث الآن وهو يحدث منذ سنوات عديدة، وقوع أمورعظام مثل: القحط وغيره واستحلال عمل قوم لوط، وكثرة الموت كالطاعون وغيره من الأمراض والأوبئة، وتصديق الكاذب وتأمين الخائن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» (رواه ابن ماجة[4036] وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة").

   "لن تقوم الساعة حتى تُملأ الأرض ظلمًا وعدوانًا" ( الألباني، صحيح على شرط الشيخين)، ورواية أخرى للحديث “يكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون".
   كما للحديث رواية ثالثة "إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" (الألباني، صحيح)  أما رواية المنذري فوردت بلفظ "يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه" (المنذري، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما)، ورواية ابن خزيمة للحديث "يكون أمراء يقولون فلا يرد عليهم، يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضًا" (ابن خزيمة، أشار في المقدمة أنه صح وتبث بالإسناد الثابت الصحيح). 

  أن تظهر البدع ويقل الحياء، وتسترجل النساء وتظهر النساء الكاسيات العاريات رؤوسهن كأسنمة الجمال، وأن يطلب العلم لغير الدين ويباع الحكم وتظهر شهادة الزور والسحت والرشوة والظلم والبغي والجور والفساد في الأرض، ونصر الظالم وخذلان المظلوم وأن يتكلم الروبيضة، وأن تكثر الغيبة والنميمة والحلف بغير الله، والطلاق، وأن تظهر الفواحش وأن يتبع الهوى والشهوات وتضيع الصلوات والتطاحن على الدنيا. 

أن يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة أي كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كساعة، وتُنزع البركة وأن تطلب المعيشة بعصية الله، وأن يكون الزواج من أجل المال، وأن يصدق المنجمون، ويكثر اللئام، وأن تضيع الأمانة وأن يكثر الهرج وتكون الفتن كقطع الليل المظلم، وأن يباع الدين بعرض الدنيا، وأن يكون المؤمن ذليلًا، وأن تخلو القلوب من الخير، أن تدفع الزكاة للإجراء، ويقدموها لغير المستحقين وأن ترتكب الكبائر ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تطمئن القلوب إلى الدنيا وينسى الموت، وأمر الآخرة، وأن تتغير معالم الدين وأن يقتل الرجل الرجل ولا يدري فيما قتله وأن يقبض العلم، وأن يظهر ولد الزنا، وعقوق الوالدين، وأن يمر الرجل بالمسجد ولا يصلي، وتقوم الخطباء فيجعلون حق الله لغيره، وأن يجتمع القوم لا يجتمع فيهم من يهاب الله عزوجل، وأن يتولى النساء مكان الرجال (هذا ليس تقليلًا من المرأة بل المقصود به عدم وجود الرجال وقتها وقِلتهم) ويقعد الرجال مع القوم لا يمنعه من القيام بينهم إلا مخافة أن يقعوا فيه وأن تذل العلماء ويظهر فيهم القتل، ويستهان بشأنهم ويستهزأ بهم وأن يذهب حياء الناس من الله تعالى والناس، ولا يوقر الصغير الكبير ولا يرحم الكبير الصغير، وأن يلعن أخر هذه الأمة أولها. 
 
سورة آل عمران
    عن الرسول صل الله عليه وسلم قال:"اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا، ولا يزدادون من الله إلا بعدًا" (الألباني، إسناده صحيح)، "ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ" (السيوطي، صحيح) وشرح الحديث: تنجدوا بيوتكم: تزينوها بالستائر والفرش والوسائد، وفي رواية "وسيأتي عليكم زمان- أو من أدركه منهم- تلبسون أمثال أستار الكعبة، ويغدى ويراح عليكم بالجفان. قالوا: يا رسول الله, أنحن يومئذ خير أو اليوم؟ قال: بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض"(الذهبي، إسناده قوي)، أما لفظ رواية العراقي، "إنه سيصيب أمتي داء الأمم قالوا وما داء الأمم؟ قال: الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباعد والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج" (العراقي، إسناده جيد).

أما بالنسبة للفتنة التي نشهدها حاليًا، هى فتنة الدُهيماء وهى منذ سنوات عدة؛ فعن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: «هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ". (رواه أبو داود [4242] وأحمد [10/ 309] واللفظ له، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"). 

   كان هذا عرض وجيز لما يحدث وما ذكره سيدنا محمد في أحاديثه الشريفة،حاولنا به عرض الأحداث التي تعيشها ونعيشها جميعًا، وربما لا ندرك إنها من ضمن العلامات، ولاحظنا أيضًا التشابة أيضًا بما ورد في الأناجيل والعهد القديم، وبما ورد في القرآن والأحاديث النبوية الشريفة. أما عن أشراط الساعة الكُبرى، فلنا معها حديثًا أخر قريبًا بإذن الله، لنعرض معًا بها كل شرط أو علامة بتوسع، وأرجو أن أكون ضيف خفيف على أذهانكم وقلوبكم، لكم مني كل الدعوات بالمزيد من العلم والمعرفة.

المصادر:
القرآن الكريم.
الأحاديث النبوية الشريفة.
معجم لسان العرب.
Muhammad, Karen Armstrong.
الرحيق المختوم سيرة سيد المرسلين، للشيخ صفي الرحمن المبار كفوري. 
لمعة البيان في أحداث آخر الزمان، أشراط الساعة الصغرى والكبرى، للشيخ علي علي محمد.

تعليقات

المشاركات الشائعة