أحكام الذبح في اليهودية

 

كتب: منة الله عامر

    تناولنا المقال السابق الأكل الحرام والأكل الحلال عن اليهود، اليوم نُكمل التشريع الخاص بذبح الحيوانات الحلال أكلها....

    اهتم التشريع اليهودي بقواعد الذبح وتشريعاته، وصلاحية لحم البهيمة أو الطائر في كل الأحوال مشروطة بطريقة الذبح الشرعي، يتم الذبح الشرعي، الذي "حدده الحكماء" ولم تتناوله التوراة لا من قريب أو من بعيد، وذلك عن طريق قطع عنق الحيوان بمِدْيَة حادة. ويفضّل قطع القصبة الهوائية، وقصبة المريء، وإذا قطع معظم إحداهما فالذبح صحيح، ويطلق على هاتين القصبتين، في المصطلحات الشرعية اليهودية، (العلامات)، ويتوجب على من يقوم بعملية الذبح أن يتأكد من قطع القصبتين المذكورتين بالنسبة المحددة شرعًا، ويطلق على ذلك "فحص العلامات".

يجب أن تكون المدية (الآلة المسنخدمة للذبح)، حادة كحدّ الشعرة، وخالية من أي عيب، ليس فيها ثلم. وعلى القائم بعملية الذبح أن يشحذ مديته جيدًا، ويفحصها قبيل الذبح بدقة وعناية، عن طريق تمرير حدّها على أظافر أصابعه، وبعد إتمام عملية الذبح، تفحص المدية، مرة أخرى، فإن وجد بها عيب، فالذبيحة غير صالحة.


 

خمسة شروط أساسية للذبح الشرعي:

-أن تتم عملية الذبح دفعة واحدة دون أي توقف أثناءها.

-أن يبدأ الذبح من الناحية الأمامية للرقبة وليس من أحد الجانبين.

-أن يتم الذبح بتمرير المدية للأمام والخلف وليس عن طريق الضغط على العنق.

-أن يبدأ الذبح من مكان صالح لذلك.

-أن يكون الذبح بمدية مطابقة للشروط التشريعية.

الأسماك والجراد لا تحتاج للذبح ويجوز قتلهم بكل الوسائل، لكن يمنع تناولها حية.

ويجب أن يكون الحيوان سليمًا خاليًا من الأمراض. أما الحيوان المريض فهو غير صالح للذبح ولا يجعله الذبح صالحًا للأكل، عند الذبح الحلال، لابد أن تفحص رئتي الحيوان والتأكد من عدم وجود درنات أو أورام بها سواء في نسيج الرئتين من الداخل أو من الخارج؛ ولكي يتم هذا الفحص بدقّة ينصح بنفخ الرئتين بالهواء لتيسير معاينة النسيج، كل ذلك بعد فصل الرئتين استخراجهما من الحيوان.

   ويتم هذا الفحص للتأكد من أن الدرنات لا تخفي تحتها أي عفن أو سوائل تجعل الذبيحة غير صالحة للأكل.

     يختلف فقهاء التلمود في كثير من تفاصيل عملية الذبح والفحص ومدى الصلاحية، كما تختلف الطوائف اليهودية في ذلك أيضًا، ولا تحتاج الطيور أو الأسماك لفحص الرئتين.

    والجدير بالذكر أن هناك معارضين في العصر الحديث على "الذبح الحلال"؛ حيث يرون أن عملية تكبيل الذبيحة وقطع رقبتها فيه إيذاء لها وتعذيب، ويقترحون أن يذبح الحيوان بعد تعريضه لصدمة كهربية تفقده وعيه لكن هذا المقترح قوبل بالرفض من قبل الحاخامات الذين اعترضوا على تلك الصدمات الكهربية وقالوا: إنها أكثر إيلامًا للحيوان من الذبح المباشر، بالإضافة إلى أن الحيوان يتضرر نتيجة سقوطه على الأرض بعد تعرضه للصدمات الكهربائية.

    تعرضت عملية "الذبح الحلال" للتوقف عبر التاريخ خاصة في بلدان أوربا بحجة أنها تنطوي على قسوة وتعذيب للحيوانات والطيور، وكان اليهود بالطبع يخضعون لما يفرض عليهم من قوانين في حق الذبح خاصة في ألمانيا وقت الحكم النازي- لكن بعد ذلك نظر إليها باعتبارها شريعة دينية لا دخل للعلم فيها.

ويردد القائم بعملية الذبح قبيل الشروع فيه الدعاء التالي:

.((مبارك أنت يا رب إلهنا ملك العالم الذي قدسنا بوصاياه وأمرنا بالذبح

   في الختام أرجو من الله أن أكون قد أضفت لكم، أي جديد اليوم، "فمَنْ قَضَى يومه في غير فرض أداه، أو علم اكتسبه، أو مجد حصله، فقد عق يومه وظلم نفسه" -علي بن أبي طالب-، فلكم مني المزيد من الدعوات بالعلم والمعرفة.

 

 

المصادر والمراجع:

العهد القديم.

المشنا.

كتاب دكتور سامي الإمام -رحمه الله-، الفكر العقدي اليهودي، موسوعة الجيب.

تعليقات

المشاركات الشائعة