كراهية العرب - ما جذورها وكيف بدأت؟!
إعداد: منة الله عامر
ظهر فيديوهات عدة عن حاخامات يصفون العرب
بالحمير والحيوانات ومن الواجب على اليهودي قتلهم أينما وجدهم، فكيف ترسخت تلك
الكراهية بهذا الشكل ولماذا!؟ تحدثنا عن العنصرية في الديانة اليهودية من كُتبهموكيف ظهرت، ولكن من أين أتت كراهية العرب... لك رحلتنا الحالية، سنحاول بإيجاز
إظهار تلك جذور تلك الكراهية... هيا بنا...
ميز كاتب التوراة منذ البداية بين الآباء
(إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وعيسو)، لم يكتف بالتمييز فقط، بل والفصل بين
أولئك الآباء والذي يسمى توجيه هيراركيًا (أي ترتيب وفصل بين كل شخص منهم)، وظهر أول
ملمح لهذا الفصل والتمييز في حكاية هاجر زوجة سيدنا إبراهيم الثانية الزوجة
المصرية، التي عُدّت جارية لا حق لها في الميراث! (حسب العهد القديم)، بل طردتها سارة
سيدتها – بحسب التوراة - من بيت الزوجيّة ووافق إبراهيم على ذلك الأمر مطوعًا لها،
قال: هي جاريتك تحت تصرفك، فافعلي بها ما يحلو لك! سفر التكوين (16 – 7) فضايقتها حتى
هربت هاجر من بيت إبراهيم، وهذا إسماعيل – ابن الجارية – لا يرث في بيت إبراهيم وسارة.
(كما نصت التوراة).
وتتوالى بعد ذلك صور التمييز والفصل في ثنائيات
عدة؛ إسماعيل وإسحاق في قضية الذبيح، عيسو ويعقوب، حين باع عيسو بكورتيه ليعقوب مقابل
"وجبة عدس ساخنة"! وبعد ذلك تتواصل نزعة الفصل العنصري والتمييز في مسيرة
بني إسرائيل.
ويهمنا أن نتوقف عند التمييز وفصل إسماعيل
ونسله عن مكانه الطبيعي الذي هيأه الله له، فتذكر التوراة في سفر التكوين، ما يمهد
لهذا الفصل ويرسخه؛ بأنه سيأتي وحشيًا معتديًا – نقرأ في حديث الرب لإبراهيم عليه السلام: "لأكثرن نسلك
فلا يعود يحصى".
أما هاجر عليها السلام فخاطبها ملاك الرب
قائلَا: وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ
مِنَ الْكَثْرَ، وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ
حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ
سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.
وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ،
وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».
فوصف
كاتب التوراة أن إسماعيل ونسله سيكون وحشيًا، بل يتعدّى ذلك إلى العدوان فيوصف بالاعتداء
على أي شخص مما يجعل الآخرين يبادلونه عداء بعداء!!
ومع أن الرب طمأن إبراهيم عليه السلام بكلام
لا يساوي بين الابنين!
"لا يسوء في نفسك أمر الصبيِ أو أمر جاريتك،
واسمع لكلام سارة في كل ما تشير به عليك؛ لأنه بإسحاق يدعى لك نسلًا، وسأقيم من ابن
الجارية أمَة أيضًا لأنه من ذرِيتك.
إلا أن حديث التوراة عن "إسماعيل الوحشي"
الذي لاي يليق به، جعل الإسرائيليين ينظرون إلى نسله؛ العرب على أنهم همج ووحوش تستحق
القتل والطرد؛ فنقرأ للحاخامات فتاوى عدة تحث على قتل العرب: كما ذكر دكتور سامي الإمام رحمه الله على
مدونته:
فجاء في كتاب الكوزري:
بدأ النسل الراقى بيعقوب، أما سائر الآباء
فكان لنسلهم نفايات وقشور كإبراهيم كان من نسله نفايات وهو إسماعيل!
فإسماعيل يصنّف في فكر اليهودية المتعصب،
وما أكثره وشيوعه كنفايات نسل الآباء؛ لأنهم لا يعترفون بنبوته كما هو معروف!!
وفي أحد دروس الحاخام "عوفاديا يوسف"
الدينية في مايو/أيار 2000 قال:
"إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"،
ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة.
وقال في خطبة أخرى:
إن "اليهودي عندما يقتل مسلمًا فكأنما
قتل ثعبانًا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على
البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين العرب مثل: التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث!
وجاء في تعليق الحاخام موجنيتش، معلقًا
على أحداث المعبد اليهودي في حي "هار نوف" الذي قتل فيه خمسة صهاينة:
"إن العرب لا يعدّون بشرًا، لأنهم متوحشون بطبعهم"، وكان كلامه مستندًا على
ما جاء بالتوراة في شأن إسماعيل عليه السلام الذي تناولناه سابقًا .
وتناسى "موجنيتش ما فعله المجرم
"باروخ جولدشتاين" الطبيب الصهيوني الذي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة
الخليل رمضان من عام 1414 هـ/1994م التي قام بها متواطئا مع عدد من الصهاينة في حق
المصلين، داخل المسجد، حيث أطلق النار على المصلين داخل المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم
لصلاة فجر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان، وقتل 29 مصليًا، وجرح 150 آخرين!!
المصادر:
سفر التكوين
مدونة دكتور سامي الإمام رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق