نهاية أشراط الساعة ה

    كتب: منة الله عامر
     مرحبًا بكم، مَرت خمسة أيام على أخر مقال نُشر وجاءتني عدة استفسارات عن ما تم ذكره وإلحاحًا في سرعة تكملة هذه المقالات والانتهاء منها، وربما اليوم سننتهي منها لذلك تحملني قليلًا للإطالة عليك هذه المرة أيضًا، وتأكد إنني أشعر بكَ وأدعو لكَ دومًا صديقي القارئ، أشعر بتوترك في ظل تلك الأيام العسيرة.
    اليوم سنكمل معًا ما توقفنا عنده في المقال السابق، وهى العلامة الثالثة من أشراط الساعة الكبرى ولا حاجة لي من أن أذكرك أن كلمة أشراط هى خاصة بالديانة الإسلامية، إذا هذا المقال هو تكملة لعلامات النهاية في الإسلام، فهيا بنا، نعرف معًا ماذا بعد نزول المسيح، فجهز نفسكَ لسفر إلى المستقبل بصُحبتي، ويمكنك أيضًا الرجوع بالزمن متى شئت لتطلع على ما تم ذكره في الأديان الأخرى في هذا الموضوع. 



العلامة الرابعة، يأجوج ومأجوج
أنتَ الآن بعد أحداث ضخمة منها المخيف ومنها يبعث الاطمئنان في النفس، بعد قتل الدجال على يد سيدنا عيسى عليه السلام، يُرسل الله إلى عيسى -عليه السلام- أن هناك عبادًا له قد أطلق سراحهم، ولا يد لأحد بقتالهم، " فبينَما هم كذلِكَ إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها، ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ، ويَهْبطُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ فلا يجِدونَ موضعَ شبرٍ إلَّا قد ملأَهُ زَهَمُهُم، ونَتنُهُم، ودماؤُهُم، فيرغَبونَ إلى اللَّهِ، فيرسلُ عليهم طيرًا كأعناقِ البُختِ، فتحمِلُهُم فتطرحُهُم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثمَّ يرسِلُ اللَّهُ علَيهِم مطرًا لا يُكِنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُهُ حتَّى يترُكَهُ كالزَّلقةِ، ثمَّ يقالُ للأرضِ: أنبِتي ثمرتَكِ، وردِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ منَ الرِّمَّانةِ، فتُشبعُهُم، ويستظلُّونَ بقِحفِها، ويبارِكُ اللَّهُ في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ اللِّقحةَ منَ الإبلِ تَكْفي الفِئامَ منَ النَّاسِ، واللِّقحةَ منَ البقرِ تَكْفي القبيلةَ، واللِّقحةَ منَ الغنمِ تَكْفي الفخِذَ، فبينما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم، فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ". رواه مسلم.
     ولن يظهر يأجوج ومأجوج إلا عندما يتم هدم الجدار الحائل بينهم وبيننا، فأمر من الله عزوجل؛ فنقرأ؛ في سورة الكهف؛ " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا. قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا. آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا. فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا. قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا"، الآية (93 – 97).
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه سألت النبي صل الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال عليه الصلاة والسلام:"يأجوج ومأجوج أمتان كل امة أربعمائة ألف أمة لا يعلم عددها إلا الله، لا يموت الرجل منهم حتى يولد له ألف ذكر من صلبه، كلهم قد حمل السلاح، قيل يا رسول الله صفهم لنا:"هم ثلاثة أصناف سواء نحوًا من الذراع وصنف يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل أو وحش ولا خنزير إلا أكلوه، ويأكلون مِنْ مَنْ مات منهم، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخرسان يشربون أنهار الشرق، وبحيرة طبرية، فيمنعهم الله من مكة والمدينة المنورة وبيت المقدس".
   وورد عن النبي صل الله عليه وسلم، أن يأجوج ومأجوج من نسل يافث بن نوح، ومن نسله أيضًا الترك والصقالية.
أما بالنسبة لمكان وجودهم، فهناك أقاويل كثيرة، ولكن ليس هذا بالأمر المهم، المهم لنا أن خروجهم سيكون من علامات يوم القيامة، فلا تشغل بالك بأشياء لن تفيدك معرفتها بشئ.
وهناك الكثير ممن يقول إنهم هم الصينيون أو الترك، ولكن هذا كلام لا صحة له، لأن بنص القرآن الكريم، إنهم محبوسون ولن يخرجوا إلا بهدم الحائل الذي صنعه ذي القرنين.
العلامة الخامسة: خروج الدابة
ذكرتْ الدابة في سورة النمل، بسم الله الرحمن الرحيم
" وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ".
وفسر ابن كثير الآية السابقة، هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق ، يخرج الله لهم دابة من الأرض - قيل: من مكة. وقيل: من غيرها كما سيأتي تفصيله - فتكلم الناس على ذلك.
قال ابن عباس، والحسن، وقتادة - وروي عن علي رضي الله عنه: تكلمهم كلامًا أي: تخاطبهم مخاطبة. وقال عطاء الخراساني: تكلمهم فتقول لهم: إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. ويروى هذا عن علي، واختاره ابن جرير. إذا ستتحدث معهم كما يتحدث البشر بعضهم مع بعض، وسيحدث هذا عندما لا يأمر الناس بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وينتشر الفساد فيما بينهم، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال:"قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها، لم تكن قد أمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض".
وقد اختلف في تعيين هذه الدابة وصفتها ومكان خروجها فقد ذكر أبو داود الطيالسي في مسنده عن جَرِير فَقَالَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد عَنْ رَجُل مِنْ آلِ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ ذَكَرَ رَسُول اللَّه  الدَّابَّة فَقَالَ: "لَهَا ثَلَاث خَرْجَات مِنْ الدَّهْر فَتَخْرُج خَرْجَة مِنْ أَقْصَى الْبَادِيَة وَلَا يَدْخُل ذِكْرهَا الْقَرْيَة - يَعْنِي مَكَّة - ثُمَّ تَكْمُن زَمَنًا طَوِيلًا ثُمَّ تَخْرُج خَرْجَة أُخْرَى دُون تِلْكَ فَيَعْلُو ذِكْرهَا فِي أَهْل الْبَادِيَة وَيَدْخُل ذِكْرهَا الْقَرْيَة يَعْنِي مَكَّة - قَالَ رَسُول اللَّه، ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاس فِي أَعْظَم الْمَسَاجِد عَلَى اللَّه حُرْمَة وَأَكْرَمهَا الْمَسْجِد الْحَرَام لَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا وَهِيَ تَرْغُو بَيْن الرُّكْن وَالْمَقَام تَنْفُض عَنْ رَأْسهَا التُّرَاب فَارْفَضَّ النَّاس عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا وَبَقِيَتْ عِصَابَة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يُعْجِزُوا اللَّه فَبَدَأَتْ بِهِمْ فَجَلَتْ وُجُوههمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَب الدُّرِّيّ وَوَلَّتْ فِي الْأَرْض لَا يُدْرِكهَا طَالِب وَلَا يَنْجُو مِنْهَا هَارِب".
    ما أود أن أقوله في كل تلك الأحداث، وسأشدد عليه حتى أنهي مجموعة المقالات الخاصة بهذا الوضوع، أن لا تفزع، ولكن أن تعمل، لابد أن تعمل، لابد أن تتعلم وتعرف وتنفذ، لا لتخاف، الكثير يتخذون من تلك الأحاديث مادة لإثارة الرعب في نفوس الأخرين، ولكن لا، كل تلك الأحداث لم يذكرُها رسول الله؛ لكي تخاف بل لكي تعمل وتعرف، لا تمت إلا وأنتَ فارغ تمامًا من كل الأشياء التي رغبتَ أنتَ في تنفيذها، فاقرء صديقي القارئ وابدء في العمل، بكل ما أوتيح لكَ من إمكانيات وجُهد.
العلامة السادسة: طلوع الشمس من مغربها
بسم الله الرحمن الرحيم
"هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ"، سورة الأنعام.
المقصود من "ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ" هو طلوع الشمس من مغربها، كما حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، تفسير الطبري.
     ويوم تشرق الشمس من مغربها، في هذا اليوم ستغلق باب التوبة، فلا ينفع الندم ولا توبة تقبل، هذا اليوم سيكون بداية يوم القيامة، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ"، رواه مسلم.
وفي حديث أخر، "أنَّ اللهَ جعلَ بالمغْرِبِ بابًا، عرْضُهُ مسيرةُ سبعينَ عامًا للتوبَةِ لا يُغْلَقُ؛ ما لم تَطْلُعِ الشمسُ مِنْ قِبَلِهِ، وذلِكَ قولُه – تعالى – يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ" الراوي صفوان بن عسال، المحدث: الألباني، المصدر: تخريج مشكاة المصابيح، إسناده حسن.
ويستثنى المؤمنون من عدم قبول التوبة، لأن توبتهم مرجوة من قبل طلوع الشمس من مغربها.
العلامة السابعة: الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
" فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ،  رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ، أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ، إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ".
وفي الحديث الشريف السابق ذكره في المقال السابق، عن الرسول صل الله عليه وسلم، "لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر الدُّخانَ والدجَّالَ والدابَّةَ وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم ويَأجوجَ ومَأجوجَ وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم".
  وفي الدخان أقوال ثلاثة: الأول: أنه من أشراط الساعة لم يجئ بعد، وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما يملأ ما بين السماء والأرض، فأما المؤمن فيصيبه مثل الزكام، وأما الكافر والفاجر فيدخل في أنوفهم فيثقب مسامعهم، ويضيق أنفاسهم، وهو من آثار جهنم يوم القيامة. وممن قال إن الدخان لم يأت بعد: علي وابن عباس وابن عمرو وأبو هريرة وزيد بن علي والحسن وابن أبي مليكة وغيرهم. وروى أبو سعيد الخدري مرفوعا أنه دخان يهيج بالناس يوم القيامة، يأخذ المؤمن منه كالزكمة. وينفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع منه، ذكره الماوردي، تفسير القرطبي.
العلامة الثامنة: حدوث ثلاث خسوفات، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب
حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: فذكر منها ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب)).
 2- وعن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون بعدي خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب)).
   وهذه الخسوفات الثلاثة لم تقع بعد كغيرها من الأشراط الكبرى التي لم يظهر شيء منها، ولكن الصحيح أنه لم يحدث شيء منها إلى الآن, وإنما وقع بعض الخسوفات في أماكن متفرقة، وفي أزمان متباعدة، وذلك من أشراط الساعة الصغرى.
أما هذه الخسوفات الثلاثة فتكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض في مشارقها، ومغاربها، و في جزيرة العرب.
ويؤيد هذا ما جاء في الحديث أنها إنما تقع إذا كثر الخبث في الناس وفشت فيهم المعاصي.
العلامة التاسعة: نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم
    تقدم ذكرها في الحديث المروي عن حذيفة الشامل للعشر آيات التي تكون قبل قيام الساعة؛ حيث جاء فيه، " آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم"، رواه مسلم.
   قد جاء في حديث ابن عمر في وصف هذه النار الحاشرة، أن رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ ، قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ ، تَحْشُرُ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ ". أخرجه الترمذي (2217)، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة.
وهذه النار غير النار التي خرجت في الحجاز سنة أربع وخمسين وستمائة والتي أخبر عنها رسول الله صل الله عليه وسلم، بقوله:"لا تقوم الساعة حتى تخرج نارًا من الحجاز تضئ لها أعناق الأبل، وقد خرجت فعلًا في تلك السنة وشوهدت من مسافات بعيدة، وقد انفجرت من الأرض وسال منها وادٍ من نار حاذى جبل أُحد، وذكر إنه تقدما صوت كالرعد تارة وصوت كالزلازل تارة أخرى، أما النار التي ستخرج قبل يوم القيامة فهى أُدرجت من ضمن العلامات العشر في الحديث الشريف السابق ذكره.
العلامة العاشرة
العلامة العاشرة والأخيرة وهى رفع القرآن والعلوم النافعة من السطور والصدور ويومئذ يغيب الإيمان ويظهر الكُفر ويَعم الناس بسبب ذلك لما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه ابن ماجة، "يَدرُسُ الإسلامُ كما يدرسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسُكٌ ولا صدقةٌ ويسرَى على الْكتابِ في ليلةٍ فلا يبقى في الأرضِ منْهُ آيةٌ".
الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر،
 حكم المحدث : إسناده قوي.
"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ"، رواه أحمد.
أورده بن حجر في فتح الباري، وعندئذًا لم يبق إلا شرار الخلق، الذين عليهم تقوم الساعة وبعد ذلك تأتي أخر علامة وهى: رفع الكعبة الشريفة.
   بهذا ستكون العلامات العشر انتهت، وانتهت معها رحلتنا للمستقبل البعيد أو ربما القريب، فيظل العلم عند الله، عالم الغيب وحده، سأكرر بأن لا تفزع ولا تجزع، عليكَ فقط أن تعرف وتبدأ في العمل، فتذكر الحديث الشريف:"إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا"، إذا تعلم واقرء واعمل كل ما بوسعك واستطاعتك، حتى يأتي أمر الله، أرجو من الله أن أكون قدمت لكَ صديقي القارئ استفادة على قدر استطاعتي الضئيلة، لعلي ألقاكَ قريبًا في مقال أخر، لكم مني كل الدعوات بالمزيد من العلم والمعرفة.

قُمّْ لدينا الأبدية كلها؛ لكي ننام... 
 
المصادر:
القرآن الكريم.
الأحاديث النبوية الشريفة، النووي.
أشراط الساعة الصُغرى والكبرى، الشيخ علي علي محمد.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة